أبو العلاء المعري ونظرته الشمولية للكون والحياة في محاضرة ليونس إبراهيم

اللاذقية – سانا

قدم الكاتب والباحث يونس إبراهيم لمحة عن حياة أبو العلاء المعري ونظرته الشمولية للكون والإنسان وذلك في محاضرة القاها بدار الأسد للثقافة باللاذقية بعنوان الإنسان في مرآة أبي العلاء المعري.

وأوضح أن الشاعر الكبير والفيلسوف المتبصر والكاتب أبو العلاء المعري سبر أعماق الحياة واستجلى مجاهيلها فتوجه بفكره العميق وتأملاته الفلسفية ورؤاه العقلية إلى نقد هذه الحياة في مستوييها المادي والروحي لما ساد في هذين البعدين من تناقض وفساد غرق المجتمع في وحولهما فحاول معالجة هذا الواقع بمشروع فكري واع غير أنه وبعد يأسه من إصلاح الحال انكفأ على ذاته ولزم بيته خمسين عاما مستخدما عقله وتجاربه في بث أفكاره في صيغ وقواعد حكم وفلسفة بأطر نثرية حينا وشعرية أحيانا كثيرة.

ولفت إبراهيم إلى أن المعري كان يرى أن الإنسان هو جوهر الوجود ومعيار تألقه بما أودع الله فيه من عناصر نبيلة فنصحه بالتوجه إلى سبيل الخير والإحسان عله يجد في دنيا ما بعد الموت ما هو أجدى وأنفع مما هو كائن في هذه الحياة ولأنه يرى أن حياة الإنسان ما هي إلا قبضة في الزمن على الإنسان أن يلتفت خلالها إلى بناء ذاته ومجتمعه بدل أن يقضيه في الخلافات والحروب.

وأضاف إبراهيم أن المعري الذي نراه ونقروءه في أكثر آثاره ناقما متشائما لا يعدم روح الحب والوفاء والاعتراف بالصداقة والتمسك بالصديق وبعض الأقارب الذين يرفعهم إلى مصاف الأنبياء والقديسين.

وأشار إلى موقف المعري من الشعراء الذين كانوا يتهافتون على أبواب الملوك يستجدون ومن أولئك الذين يسعون لإثارة الأحقاد بين الناس عندما قال.. ما الخير صوم يذوب الصائمون له “ولاصلاة ولاصوف على الجسد وإنما هو ترك الشر مطرحا ” ونفضك الصدر من غل ومن حسد.

وبين إبراهيم أن المعري كان يؤكد على سلامة العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان مهما تغيرت الأحوال بينهما وعلى أهمية العقل والعقلانية التي يجب أن تسود لتحكم علاقة الناس فيما بينهم باعتبار أن العقل هو الدليل والمرشد الذي يجب أن يضبط إيقاع حركات الإنسان ويحكم على مدى نجاحه في أعماله أو إخفاقه فالإنسان هو خليفة الله على الأرض.

وأضاف أن المعري يؤمن بأن الدين لا يكون في الحاق الأذى بالآخرين ولا في تكفيرهم لإنتمائهم إلى دين أو مذهب أخر ولهذا كان يدعو إلى التسامح الديني والأعتراف بالحرية لكل إنسان في اختيار الدين أو المذهب الذي يشاء شريطة أن يكف الشر عن غيره من الناس وبهذا يكون المعري من دعاة ما يسمونه اليوم حقوق الإنسان وقبول الرأي والرأي الآخر من مبدأ أن الأنسان هو أفضل مخلوقات الله.

يذكر أن للكاتب إبراهيم العديد من المؤلفات منها المتاهة الماسونية والسمو الروحي والآخلاقي عند علي بن أبي طالب إضافة إلى العديد من المقالات والدراسات التاريخية والأدبية.