قضايا المجتمع وهمومه.. أسئلة.. يطرحها القاص أبو حمود عبر مجموعاته

حماة -سانا

باقتناص ذكي للصورة وإلقائه أسئلة رمزية من خلال لغة تعتمد التكثيف وتتجه نحو الشعرية عرف القاص محمد أبو حمود بهذا الخط الأدبي الخاص فجمال القصة لديه ليست في ضخامتها بل في أناقتها البسيطة فهو يعرض لحالة من الواقع بأقل ما يمكن من الكلام.

وفي حديث لـ سانا الثقافية بين القاص أبو حمود انه منذ الطفولة كان لديه اهتمام خاص بدروس التعبير الكتابي ما أسهم في تعزيز موهبته واهتمامه بفنون الأدب ليجد نفسه في مراحل الشباب الأولى مهتماً بكتابة الخواطر الشعرية التي طوعت لغته حتى تمكن منها تماماً إلا أن هذا الاهتمام بالخاطرة انتقل الى القصة القصيرة التي أصبحت لديه شغفا ما زال يرافقه حتى الآن.

ويرى أبو حمود أن القصة القصيرة يجب أن تتمحور حول قص حكائي يتضمن حدثا وشخصية وزمنا لأن تفاعل هذه المكونات هو الذي يعطي مساحة أوسع تفرضها العملية الإبداعية لافتا إلى أن القصة لها وظيفة وهدف وتكمن أهميتها بأنها موجزة ما يساعد على تخزينها بالعقل.

ويشير صاحب المجموعة القصصية “قبعة زرقاء” إلى أنه يناقش في مجموعاته القصصية قضايا المجتمع وهمومه من وجهة نظر الضمير الجمعي فالشخصية في كل قصة لديه هي بطل واحد ولكنها عبارة عن نموذج تشترك فيها الجماعة أي أنها بشكل دائم تأتي جمع بصيغة المفرد مبينا ان القصة القصيرة جداً هي عنصر أدبي مستقل عن القصة القصيرة والرواية حيث ولدت حديثا وجاءت لتلبية متطلبات هذا العصر فهي ليست بابا مفتوحاً للجميع ولا يمكن لأي أحد أن يكتبها لأن البعض يعتقد أنها من دون قواعد وهذا أمر مرفوض لأنها تعتمد بالدرجة الأولى على الفكرة التي تقول “كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة” لذلك فالقصة القصيرة جداً تتطلب رؤيا واستشراف وعمق وتكثيف.

ويقول القاص أبو حمود انه يعمد على طرح الأسئلة في قصصه التي قد لا تكون مباشرة في الغالب وذلك ليحمل المتلقي على تقبل هذه الأسئلة أولاً والوصول إلى الأجوبة التي يريدها ثانياً مبيناً أنه يعتمد على الزمن الروائي في قصصه القصيرة ليخرج عن المألوف والمتداول في زمن القصة القصيرة ما دفع البعض إلى تسمية قصصه بروايات قصيرة جدا.

ويؤكد صاحب المجموعة القصصية “في انتظار أمير الطرافة” أن العلاقة بين الشكل والمضمون يجب ان تكون متداخلة ومترابطة لخلق التوازن الإبداعي بينهما بحيث لا يلغي أحدهما الآخر أو يضعفه لافتا إلى أن العمل المزركش الشكلي دون مضمون يرى فيه الناس قيمة تلقي الضوء باتجاه زاوية معتمة هو عمل ميت لا روح فيه وبالمقابل فإن المضمون الذي تضيع منه مفاتيح الشكل لا يمكن أن يصل إلى القارئ ويكون مضمونا تائها موضحا انه يعتمد اللغة العادية البسيطة في قصصه وأن كان في بعض الأحيان يجنح إلى استخدام بعض المصطلحات او الكلمات العامية وهي برأيه تساعده على ابتكار رمز شفاف يحمل المتلقي على إعادة قراءة النص فاستخدامه للغة العامية ليس عبثيا.

ورأى القاص أبو حمود أن القصة القصيرة السورية مرت بمراحل صعود وهبوط ولكنها عادت منذ ما يقارب العقدين إلى تلمس طريقها للخروج من حالة التأطير مشيرا إلى أن الدليل على ذلك هو إبداع أساليب شتى تعيش متآلفة موءكداً ان القصة السورية والعربية بشكل عام ما زالت تحاول ان تحتل مركزاً مهما على الصعيد الأدبي.

يشار الى ان القاص محمد أبو حمود من مواليد مصياف 1948 يحمل إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق عمل في قسم الترجمة بجريدة الثورة ثم في التدريب.. نال عددا من الجوائز وله العديد من المجموعات القصصية.

سهاد حسن