موسكو-سانا
أكد رجب سفاروف المدير العام لمركز دراسات إيران المعاصرة أن الأوساط السياسية الإيرانية والروسية تترقب جولة المفاوضات الجارية بين اللجنة السداسية للوساطة الدولية وإيران حول برنامجها النووي وتنتظر التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف ويؤدي إلى إغلاق هذا الملف.
وقال سفاروف في مؤتمر صحفي اليوم في موسكو “إن جوهر الخلاف مع اللجنة السداسية جدي ويتمحور حول نقاط عدة منها أن المعايير التي تفرضها اللجنة على البرنامج النووي الإيراني هي ذات طبيعة ازدواجية لا يمكن لإيران القبول بها لأنها تضر بمصالح الشعب الإيراني بالإضافة لذلك يطالب الغرب بإعادة تأهيل المفاعل النووي في مدينة آراك والذي كلف الحكومة الإيرانية أكثر من مليار دولار كما يصر الجانب الغربي في المفاوضات على تجميد إمكانية تطوير البرنامج النووي الإيراني في المستقبل”.
وأضاف سفاروف أن الغرب يطالب باختصار عدد أجهزة الطرد المركزي وتعمل الولايات المتحدة على ألا يزيد عدد هذه الأجهزة على عشرة آلاف جهاز بينما تحتاج إيران إلى ما لا يقل عن 190 ألف جهاز طرد مركزي لتأمين احتياجاتها لأغراض الطاقة والصحة والعلوم.
وأشار إلى أن المسؤولين في الغرب وبعض الدول العربية فشلوا في محاولاتهم توتير العلاقات الإيرانية مع الدول المجاورة لطهران كما فشلوا في عملهم على إضعاف موقف إيران تجاه سورية ويحاولون الآن العبث بوحدة الأراضي العراقية وسيادته من خلال التنظيمات الإرهابية التي تشن حربا على العراق مؤكدا أن إيران وقفت في وجه كل هذه التحديات من أجل إفشالها بالرغم من الأضرار التي لحقت بها جراء العقوبات الغربية المفروضة عليها.
وأوضح سفاروف أن الدول الغربية تستخدم المؤسسات والمحافل الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي وغيرهما في تأجيج الوضع حول الملف النووي الإيراني بالرغم من أن الأجهزة الأمنية في هذه الدول تنفي وجود الطابع العسكري للبرنامج النووي الإيراني وتؤكد على طابعه السلمي لافتا إلى أن العقوبات الغربية على إيران تضر بالدرجة الأولى الشعب الإيراني الذي يراهنون في الغرب على استسلامه مع العلم أن هذا الشعب أكد صموده طيلة سنوات العقوبات المفروضة عليه منذ سنوات.
من جانبه اعتبر فلاديمير يفسييف رئيس قسم القوقاز في معهد رابطة الدول المستقلة أن تمديد فترة المفاوضات بين إيران واللجنة السداسية لستة أشهر أخرى لا يمكن أن توافق عليه إيران إذا لم تبدأ عملية تخفيف العقوبات التي جرى الاتفاق عليها في الجولات السابقة لأن إيران نفذت كل ما طلب منها في تلك المراحل السابقة.
وأكد أن العقبة الرئيسية في التوصل إلى حل نهائي تكمن في الموقف الأمريكي إذ أن الولايات المتحدة لا ترغب في رفع العقوبات عن إيران أبدا وهي تثير من جولة لأخرى شروطا جديدة مثل إغلاق منشأة فردو النووية وتغيير نظام عمل مفاعل آراك ومسألة ضرورة تخلي إيران عن تحديث أسلحتها الصاروخية وغير ذلك.
وأضاف يفسييف إن الولايات المتحدة سوف تحاول تمديد فترة العقوبات لعشر سنوات أخرى موضحا أن اتفاقات المرحلة التي تم التوصل إليها حول الملف النووي الإيراني نصت بالإضافة لالتزامات إيران على التزامات للدول الغربية ومنها ضرورة فك الحصار عن الأموال الإيرانية المحجوزة في البنوك الأمريكية والأوروبية وفي جورجيا بطلب من الاتحاد الأوروبي مؤكدا أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط دلت على أنها تهدف بشكل خاص إلى خلق الفوضى في إيران وتقسيم بلدان المنطقة.