واشنطن-سانا
اعترف خبير في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي إف بي آي خلال محاكمة أربعة من عناصر بلاك ووتر بقتل مدنيين عراقيين بهول المجزرة التي ارتكبها عناصر هذه الشركة الأمنية الخاصة بحق مدنيين عراقيين في بغداد عام 2007.
وتعود وقائع الحادثة الرهيبة إلى 16 أيلول عام 2007 حين أطلق عناصر أمنيون تابعون لشركة بلاك ووتر كانوا يتولون حماية موكب دبلوماسي أميركي النار عند تقاطع طرق مكتظ غرب بغداد باتجاه مدنيين عراقيين دون أن يكونوا تعرضوا لأي تعد ما أسفر عن مقتل 17 مدنيا عراقيا وفق حصيلة التحقيق العراقية.
وقال المدعي الأمريكي جيفري تيلور: “إن أحد الضحايا تعرض لإطلاق الرصاص في صدره أثناء الوقوف في الشارع ويداه مرفوعتان إلى أعلى في الهواء بينما أصيبت ضحية أخرى بجروح عندما ألقيت قنبلة على مدرسة فتيات قريبة”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخبير في الـ اف بي آي دوغلاس مورفي قوله انه توجه مرتين إلى مكان الحادث للكشف على السيارات التي تعرضت لإطلاق النار وتعليقا على الصور التي عرضتها المحكمة قال ان خسائر كبيرة لحقت بـ 11 سيارة كان عاينها في آذار عام 2008 وحزيران عام 2009.
وعرض سيارة من طراز كيا بيضاء اللون أصيبت بـ 29 رصاصة في مقدمتها فقط ثم عرض سيارة من طراز فولكسفاكن أصيبت بـ 13 رصاصة لناحية السائق فقط وقال إنه في حالات معينة لم يكن هناك أي شيء لمعاينته إذ إن عددا من السيارات احترق بالكامل ولم يكن هناك مقاعد أو نوافذ.
وردا على سؤال حول نوع السلاح الذي استخدمه المتهمون الأربعة في ذلك اليوم قال الخبير لدى البحرية شيلبي لاساتر “إن القذائف مصممة لاختراق الصفائح الواقية والتسبب بوقوع ضحايا والقتل”.
وفي الأسبوع الماضي ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن كبيرة محققي وزارة الخارجية جين ريتشر كتبت في مذكرة أن مسؤولا في بلاك ووتر هددها لإجرائها تحقيقا حول عمل الشركة قبل أسابيع من الحادث الدموي في ساحة النسور في بغداد.
وكتبت ريتشر في المذكرة أن التهديد بعث برسالة واضحة بأن المتعاقدين مع بلاك ووتر يرون أنفسهم فوق القانون وفعلا يعتقدون أنهم الحاكمون.
وقد مثل المتهمون الأربعة وهم نيكولاس سلاتن وبول سلاو وايفان ليبرتي وداستن هيرد أمام محكمة فيدرالية في واشنطن مع دخول محاكمتهم الثانية أسبوعها الخامس حيث يحاكم سلاتن بتهمة اغتيال مدني عراقي في 16 أيلول عام 2007 في ساحة النسور وقد يصدر بحقه قرار بالسجن مدى الحياة إذا تمت إدانته أما سلاو وليبرتي وهيرد فيحاكمون بتهمة القتل المتعمد لـ 13 شخصا.
يشار إلى أن السلطات العراقية فسخت عقد عمل شركة بلاك ووتر في العراق التي سميت لاحقا خدمات اكس في عام 2009 ثم أكاديمي في عام 2011 وبعد وصول باراك أوباما للرئاسة عام 2009 ألغت وزارة الخارجية الأميركية تعاقدها مع الشركة لكن هافينغتون بوست ذكرت أن الخارجية الأميركية قدمت أكثر من مليار دولار لبلاك ووتر وخليفاتها حتى بعد أن هدد مديرها في العراق بقتل محقق حكومي.
