القياسات الحيوية للتعرف على هوية الاشخاص ضمن اليوم المعلوماتي

اللاذقية- سانا

اختتمت لجنة الشباب المعلوماتي التابعة للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في اللاذقية قبل يومين فعالية اليوم المعلوماتي الذي خصص للتعريف والتدريب على مجموعة جديدة من البرمجيات والتكنولوجيات بما يواكب أبرز المواضيع المرحلية التي تهم الشباب ضمن سوق العمل والمجال الأكاديمي وفي مقدمتها نظام التعرف على هوية الأشخاص وفق قياسات حيوية ونظم تعريف محددة بما يدعم تجربة الحكومة الالكترونية والتي تتطلب تأمين محتوى رقمي يحافظ على موثوقية المعلومة بأسلوب علمي متطور.

في هذا الجانب ذكر الدكتورعباس عبد الرحمن رئيس اللجنة الإدارية في الجمعية أن المحاور التي تناولها اليوم المعلوماتي تعد استمرارية لمسيرة الجمعية ومنهجيتها من حيث طرح مواضيع جديدة تعنى بالبرمجيات المتخصصة موضحا أن الفعالية تضمنت محاضرات معلوماتية تخصصية لتعريف الشباب بعدد من النظريات العلمية الحديثة أشرف عليها باحثون متخصصون بهدف سد الثغرات والنواقص الموجودة لدى الطلاب والخريجين الجدد المقبلين على سوق العمل.

وأضاف عبد الرحمن أن المناهج العلمية تتطلب تحديثا دوريا كل ثلاث سنوات وهو أمر لا يمكن تنفيذه عمليا في مجال التكنولوجيا لذلك اعتمدت الجمعية مفهوم التعليم المستمر ما بعد المرحلة الجامعية بحيث تقوم بطرح العلوم الجديدة بشكل مستمر.

أما المهندسة مريم فيوض رئيسة لجنة الشباب المعلوماتي فاشارت إلى أن نظام التعرف على هوية الأشخاص يتسم بأهمية خاصة نظرا لقدرته على تكوين منظومة سورية غنية بالبيانات وتتمتع بالأمن المعلوماتي الكامل وتحوز على ثقة الزبائن والعملاء بحيث يتم تجاوز الطرق التقليدية المتبعة في هذا المجال إلى اعتماد أساليب حديثة وفق قياسات سلوكية وجسدية غير قابلة للنسخ لافتة إلى أنه يمكن تطبيق هذا النظام في المراكز الحدودية لضبط حركة الدخول والخروج عبرها.2

من جهتها أوضحت الدكتورة مريم ساعي نائب عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة تشرين والاختصاصية في نظم التعرف أن الأعراف الانسانية اعتادت على تحديد هوية الأشخاص بالاعتماد على الأشياء الملموسة كالهوية الشخصية وجواز السفر بالإضافة إلى جملة من المعلومات الاخرى ككلمة المرور أو الإجابة على سوءال محدد لكن جميع هذه الطرق يمكن أن تصل إلى الشخص الخاطئ ما يؤدي إلى خروقات أمنية عديدة ولذلك قدمت الفعالية شرحا وافيا حول كيفية الاعتماد على مميزات بيولوجية شخصية تركز على الخصائص الفيزيائية أو الصفات الشخصية التي تحمل السلوك وتعرف باسم القياسات الحيوية أو البيولوجية البيومترية وهي قياسات تعتمد على سمات سلوكية أو جسمانية مثل الروائح الفردية والصوت وبصمات الأصابع وهيكل الوجه بالاضافة إلى أنماط الأوردة أو القزحية وغيرها.

وتابعت.. كما هو معلوم فإن لكل إنسان ملامحا بيولوجية مميزة له مثل بصمة الأصبع وشكل اليد وبصمة الأنسجة وصورة الوجه وبصمة العين حيث يتم التحقق منها عبر قارئء بيولوجي ليصار إلى استخدام هذه المعلومات من خلال إنشاء قواعد بيانات في أنظمة متعددة مثل أنظمة مراقبة الدوام أوأنظمة التحكم بالمداخل أوأنظمة المراقبة والحماية بأنواعها.

ولفتت ساعي إلى وجود نزعة في الأسواق العالمية لاستخدام الأنظمة البيومترية التي توفر درجة أمان وسرعة لشبكات المعلومات لاتوفرها الطرائق الأخرى للتحقق من الشخصية بالإضافة الى استبعاد ضياعها او نسيانها كما أنها غير قابلة للسرقة والتزوير ولا يمكن تحويلها إلى شخص آخر موضحة أن القياسات الحيوية تطبق حاليا على جوازات السفر الالكترونية وكذلك للتعرف على أوردة الأصابع في آلات الصرف البنكية حيث يجري قياس مجموعة من الخصائص الذاتية ومقارنتها أوتوماتيكيا بالقياسات المسجلة على البطاقة أو في قاعدة البيانات.

يذكر أن هناك العديد من رسائل الماجستير والأبحاث العلمية التي قدمها طلاب وباحثون سوريون في هذا المجال ولا يوجد أي معوق لتنفيذ هذه المنظومة في سورية سوى أنها تحتاج وقتا لجمع البيانات وأرشفتها وفق مستوى رقمي متكامل.

ياسمين كروم