حفل كورال للبيت العربي للموسيقا على خشبة المسرح القومي باللاذقية

اللاذقية-سانا

أغاني تراث الساحل السوري وساحل بلاد الشام إضافة إلى موشحات أندلسية وموزاييك موسيقي يعزف للمرة الأولى أمام جمهور المسرح القومي باللاذقية.. كانت أبرز فقرات برنامج حفل كورال البيت العربي للموسيقا الذي أراد القائمون عليه تقديم أغان فلكلورية محفورة في وجدان وذاكرة السوريين تطرب نفوسهم حين سماعها وتعيدهم لزمن الأصالة والفن الجميل.

2

يضم كورال البيت العربي للموسيقا أكثر من ثلاثين شابا وشابة يرافقهم عازفون محترفون متخصصون بالآلات الشرقية أبدعوا في إحياء أغنيات يا محلا ليالي الهوى ويا “حجل صنين بالعلالي”ودقوا المهابيج” إضافة إلى هيهات يا بو الزلف والدلعونا وعالماني وغيرها من الأغنيات التي تجاوز عددها العشرين قدمت على مدى ساعة من الزمن.

وأشار ياسر دريباتي مدير البيت العربي للموسيقا لـ سانا الثقافية إلى أن هذا البرنامج هو الثاني للكورال منذ انطلاقته واختيرت أغنياته بعناية لنقدم شيئا مختلفا ومحببا للجمهور بما يتضمنه من أغنيات سورية تعلقوا بها لوقت طويل لأن الموسيقا حاضرة في حياتنا وتمثل عنصر قوة في النسيج الاجتماعي السوري.

تحضير برنامج ثان للكورال جاء بعد النجاح الكبير للبرنامج الأول الذي قدم ضمن أكثر من حفلة ولاقى صدى طيبا لدى الجمهور ولفت دريباتي إلى “إن تجربة كورال البيت العربي هي محاولة لإخراج هذا النمط من الغناء خارج حدود الكورال الكنسي الذي تأطر به لفترة طويلة” لذلك يسعى البيت العربي لسد هذا الفراغ من خلال دعم وإطلاق كورال تابع له يعمل في المجال التنموي الغنائي ويشجع الشباب على الاهتمام أكثر بالموسيقا معتبرا أن البرنامج الثاني سيقدم دفعا حقيقيا لمسيرة الكورال ويدعم تجربة البيت العربي في هذا المجال.

3

من جهته لفت زياد مليس قائد كورال البيت العربي للموسيقا أن دراسة برنامج الحفل تمت بشكل جيد من البداية حتى النهاية للعناية بمختلف التفاصيل فالكورال يقدم غناء شرقيا يعتمد على توزيع الاصوات ووضعها في مكانها الصحيح لافتا إلى أن المجموعة قدمت مقتطفات من المكتبة الغنائية العربية تعتبر من أمهات الأغنيات وأكثرها قدما ورسوخا.

ويقول مليس اعتمدنا على معايير معينة في اختيار الأصوات تقوم على الإحساس العالي ودربنا الأعضاء على رفع معرفتهم الموسيقية تدريجيا فالكورال يضم طلاب غناء متخصصين إلى جانب المهتمين بمجال الغناء الجماعي وابتعدنا عن آلات العزف الالكترونية لاستحضار روح الموسيقا الشرقية ولم نقم بتوزيع جديد للأغنيات بل اكتفينا بوضع لمسات فنية بسيطة تخص الكورال.

العزف المتميز كان طاغيا على أجواء الحفل فكل آلة مشاركة في الفرقة أخذت دورها الصحيح في تشكيل اللحن الشرقي المناسب للبرنامج وبهذا الخصوص يرى مرتجى حيدر عازف عود أن العازفين استفادوا بشكل كبير من خبرات المدرب زياد مليس وعدد من الأساتذة المتخصصين وهم جميعا من مدينة حلب المعروفة بذائقة سكانها الطربية العالية فالمدرب مليس أشرف بجهد حثيث على النهوض بخبرات العازفين الذين تنوعت آلاتهم ما بين الكمان والقانون والرق والعود الذي يعد من أهم أعمدة التخت الشرقي ويحتل مكانة كبيرة في قلوب السوريين المتعطشين لهذا النوع من الغناء الطربي الأصيل.

أما عازف الكمان مصطفى مليس الذي أشرف على كتابة البرنامج فقد أوضح أن آلة الكمان التي يعزفها لعبت دورا كبيرا في إبراز خلفية ملائمة لأصوات مغنيي الكورال بحيث يصل الحفل بشكله الصحيح لأذن المستمعين منوها إلى أن نقطة القوة في البرنامج تكمن في اللوحة الإيقاعية التي كتبها الموسيقي زياد مليس واستغرقت تدريبا من قبل الأعضاء لأكثر من ثمانية أشهر كما أن وصلة هيهات يابو الزلف التي تجمع عدة مقطوعات مثل يا طيرة طيري ودق الماني والتي تندرج في إطار التراثيات تعتبر إضافة جديدة لعمل المجموعة.

بدوره قال المغني جورج مراد أنه ساعد بصوته كمغن محترف باقي أعضاء المجموعة نظرا لمعرفته أساليب استخدام طبقاته الصوتية في المكان الصحيح منوها ان وجوده أعطى باقي الأصوات قوة دفع كبيرة من ناحية عرض الصوت ومستوى الأداء.

وبين مراد عدم تقديم أغنيات سولو في الحفل بل اقتصر الأمر على موال وحيد كتوطئة لغناء المجموعة التي ركزت على تقديم مقامي البيات والهزام كما أن وجود الموشحات ضمن البرنامج أضاف شيئا من التنوع رغم أن البرنامج السابق للكورال قدم زخما أعلى من فئة الموشحات الأندلسية التي جاءت بقدر أقل هذه المرة الأمر الذي أكدت عليه المغنية لارا بركات التي تحدثت عن تطور صوتها بشكل ملحوظ منذ انضمامها لكورال البيت العربي حتى الآن معيدة السبب للتدريب المستمر والجهد المبذول من قبلها بحيث أصبحت قادرة على الوصول بصوتها لعلامات موسيقية أعلى.

وتقول التزامنا بالعمل كمجموعة واحدة وشغفنا الكبير بالموسيقا كان له أثر في رفع أدائنا رغم تفاوت مستوى الأصوات التي يضمها الكورال وهي ميزة تفيد الفريق ولا تنقص من أهميته لاسيما أننا نضم بين أصوات الفتيات مقدرات فردية تقدم أغنيات للسيدة فيروز تلامس الحنان الموجود في صوتها كما أن تقديمنا لوحة إيقاعية من خلال أصواتنا هو أمر جديد بالنسبة لنا لكننا نجحنا بإيصال الغاية الموسيقية المرجوة منه للجمهور.