دمشق-سانا
يغوص الأديب مفيد عيسى أحمد في مختلف الأجناس الأدبية مختارا مواضيعه من الواقع الاجتماعي والإنساني لينسج من خلالها قصته أو راويته أو نصه النثري بأسلوب يمتلك الموهبة والأسس الفنية التي تقدم جنساً أدبياً مميزاً ومبتكراً بعيداً عن التقليد والمباشرة، إضافة إلى تجاربه في إعداد البرامج الإذاعية والكتابة الدرامية.
وبين أحمد في حديثه لـ سانا أنه يكتب في مختلف الأجناس الأدبية، حيث يكتب القصة عندما يجد أن الحدث يستحق الوقوف عنده لخلق موضوع وأفكار تقدم إبداعاً يخدم المجتمع والثقافة وما يصبو إليه، وعندما يجد أن القصة قاصرة إبداعياً عن استيعاب واقع ما يريده تكون الرواية هي الحل الوحيد لتوثيق وكتابة كل مكونات الحالة الإبداعية بكل مستلزماتها.
ولفت إلى أنه كانت له تجربة في السرد الأدبي عن شخصيات لها خصوصيتها صادفها أو عاش معها من مناح مختلفة لتمييز كل شخصية عن سواها في موضوعها فيبني عليها نصه الذي يختلف أحياناً عن القصة، ويكون مشابها للعمل الدرامي.
وعن كتابة السرد في الوقت الراهن قال أحمد: ” هناك تجارب متنوعة ومختلفة في السرد الراهن، منها ما يرتقي إلى الإبداع الحقيقي ومنها ما لا يعدو تدويراً لتجارب سابقة”، موضحاً أنه من الضروري بعد ما تعرضت له بلدنا من ظروف وأحداث أن نجد هناك منعكساً إبداعياً حقيقياً يعبر عن تداعيات هذه الحرب الإرهابية الهمجية وما خلفته من ويلات ومآس، لا أن نكتب عن مواضيع مستهلكة وبمعالجة تقليدية خالية من الدهشة وبعيدة عن المحتوى الأدبي.
وتابع مؤلف المجموعة القصصية (البطل في وقفته الأخيرة): إنه بالرغم من بعض المتطفلين على الثقافة نجد نتاجاً إبداعياً جديراً بالتقدير والذي من الضروري الاهتمام به ودعمه وتجاوز الغث الذي لا يخدم الثقافة بأي شكل من الأشكال، بل يكون عبئاً عليها، لافتا إلى أنه من الواضح أن التجربة الإبداعية لا تكافئ التجارب الحياتية والتي تبدو أكثر إدهاشاً من النتاج الأدبي أحياناً وفي ذلك مفارقة غريبة.
وعن كتابته لقصيدة النثر لفت مؤلف رواية (الماء والدم) إلى أن المرحلة والظروف التي مر بها جعلته يلجأ إلى القصيدة النثرية كخط إبداعي قادر على استيعاب التكثيف والاحتفاء إبداعياً بتفاصيل الحياة اليومية في آن واحد، حيث إن وجود وسائل التواصل الاجتماعي ساهم في انتشار هذا النوع من الأدب الذي لجأ إليه أغلب الكتاب.
وعن الجنس الأدبي الأقرب إليه بين أحمد أن كل الأجناس الأدبية وأشكالها من المفترض أن تكون مقربة إلى الكاتب وفق العوامل النفسية والاجتماعية التي تفرض الموقف الأدبي والثقافي، لافتاً إلى أنه بدأ تجربته الأدبية بالشعر التي استقرت على القصيدة النثرية لكونها برأيه هي المجال الأرحب لاستيعاب تجربة الحداثة، إضافة إلى أنه يعبر من خلالها عما يريده متجهاً بعدها إلى القصة القصيرة ثم الرواية.
ورأى صاحب المجموعة الشعرية (وشاة يقرؤون كتب الملحمة) أن الرواية هي الأكثر حضوراً الآن وتحقق مقولات سردية أقوى وأوسع وقادرة على استيعاب ما يريد أن يكتبه الأديب، لافتاً إلى أنه بالرغم من أن المزاج العام الآن يميل نحو الاختصار والاختزال إلا أن الرواية تحقق حضوراً أقوى وأوسع، ويعود ذلك إلى الاهتمام بها من قبل الناشرين ورصد جوائز الأكبر والأهم لها، ولا يمكننا إنكار أن الرواية كجنس أدبي يمكنها أن تستوعب صنوف إبداع أخرى، فلا بد لأي أديب اختيار ما يناسبه من الأجناس الأدبية ليقدم إبداعاً حقيقياً.
محمد خالد الخضر
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency