دمشق-سانا
الخياطة حرفة موغلة في القدم عرفها الإنسان منذ أن خاط أول ثوب ارتداه من جلود الحيوانات وأصوافها وتطورت هذه الحرفة عبر مر العصور وأصبح فيها كثير من التخصصات مثل الولادي والرجالي والنسائي وغير ذلك من اختصاصات هذه الحرفة العريقة لكن الخياطة الكهنوتية اختصاص فريد تميز بندرته.
وتقول ميرنا أبو سمرة احدى مصممات الازياء انها احترفت الخياطة وتلقت علومها كدراسة حيث درست تصميم الأزياء والخياطة في الاردن ما يقارب الخمس سنوات في مدرسة راهبات الوردية وأن ذلك خلق عندها ميولا لاختصاص الخياطة الكهنوتية التي اختصت بها منذ ست سنوات.
وأضافت إن الخياطة الكهنوتية لها طابع خاص فهي تبدو بسيطة وسهلة للناظرين من خلال النظر إلى ثوب الكهنة ولكنها عكس ما نشاهد تماما لانها تحتاج لدقة عالية وحرفية.
كما أنها عندما تخيط الأثواب يجب أن يسود متجرها الهدوء فهي تحتاج لجو السكينة نفسه الموجود في الكنيسة لأنها تشعر أنها تمنح خياطتها شيئا من روحها وبذلك تمنح الثوب بصمتها وابداعها.
بدأت خياطتها الكهنوتية ضمن منزلها ثم كان لها أول متجر للخياطة الكهنوتية في حي مدحت باشا بدمشق وهو أول متجر لخياطة الأثواب الكهنوتية في الوطن العربي حيث كانت أول سيدة دمشقية تحترف اختصاصا نادرا بما أنها سيدة حيث ممكن أن يكون هنالك خياطون رجال قبلها أما بالنسبة للسيدات فلم تسبقها احداهن في هذا الاختصاص الذي تفردت به.
أما بالنسبة للثوب الكهنوتي فلكل ثوب خاصيته ولكن على الأغلب يخاط من قماش البروكار وبينما تختلف الرسومات المطرزة عليه حسب الدرجة الكهنوتية إضافة إلى أنها تخيط أيضا ستائر وأيقونات الكنيسة ولجميع الطوائف المسيحية.
وأضافت أبو سمرة أنها وجدت أن الخياطة الكهنوتية اختصاص متميز ولذلك تسعى لتدريب بعض الشابات والسيدات على أسس وأصول هذه الخياطة إضافة لأنها تحتاج في المستقبل لمجموعة من المساعدين رغم أنها الآن تنجز بمفردها خياطة كل مايطلب منها سواء لداخل سورية أو خارجها فهي تخيط أثوابا لاستراليا وأميركا والأردن لأنها أصبحت مشهورة بخياطتها لدى الكنائس في تلك البلدان فهم يرسلون إليها قماشا فاخرا ويثقون بها في خياطته كما يرغبون به.
وختمت أبو سمرة أنها فخورة بمقدرة السيدة السورية على احتراف كل المهن تقريبا حيث أن هناك الكثير من السوريات لديهن حرف متميزة تظهر مدى تطور فكر المرأة السورية الإبداعي إذ بدورها أضافت مهنة جديدة اضافتها لرصيد إبداعات السوريات.
روهلات شيخو