مهرجان عين البيضا الثاني للأطفال.. السوريون يعلمون أطفالهم الاستمرار في عزف الأبجدية والنوطة الموسيقية الأوليين للعالم

اللاذقية-سانا

لم يغب عن القائمين على مهرجان عين البيضا الثاني للاطفال الذي اختتمت فعالياته أمس أن بلدهم سورية كانت الحاضنة لأول ابجدية ونوطة موسيقية في التاريخ فجعلوا منه محطة للربط بين الماضي والحاضر من خلال الاستمرار في عزف موسيقا الخير والعطاء والحب والقوة التي أعطتها سورية للعالم.

وشهد ختام المهرجان الذي حمل في دورته الحالية عنوان “لنرسم معا مستقبلنا” عرض لوحات راقصة وفنون شعبية من تدريب سحر الخير سبقتها مسرحية منهجية بعنوان “التلاسيميا” من تأليف وإخراج سوسن يونس واشراف علمي للدكتور حبيب حاتم والدكتور ثائر ماضي لتكون ختاما لفعاليات متواصلة على مدى اليومين الماضيين تضمنت معرضا لرسوم الأطفال وورشة رسم وأعمالا فنية من الخشب والمعجون والنول وبقايا الطبيعة والجبس من إنتاج طلاب المدارس.

وعلى مدى ثلاثة ايام فتح المركز الثقافي في البلدة الواقعة في ريف اللاذقية الشمالي ابوابه لزوار المهرجان ليضعهم في بداية الرحلة امام تاريخ من التراث الشعبي والنقوش الطينية والحرير والمخترعات التي جمعها برهان حيدر في متحفه ليعكس من خلالها غنى البيئة الساحلية وارتباطها بالأرض.

وعرض خلال المهرجان الذي افتتحته فرقة كورال مديرية التربية في محافظة اللاذقية بحفل موسيقي غنائي توزع بين الأغاني الوطنية والتراثية وأغاني الأطفال مسرحيتا “رسالة من بطل” و”الراعي الحكيم” تأليف وإخراج زياد درويش ولوحة راقصة من تدريب ثناء رستم.

وزير الثقافة عصام خليل الذي كان افتتح المهرجان لفت في تصريح لـ سانا إلى أن المهرجان بما يقدمه من “تزاوج” بين الأطفال والتراث يسهم في تحقيق التواصل بين الأجيال وإكمال المسيرة الإنسانية التي بدأها أجدادنا بمضامين إنسانية وطنية تعمق ارتباطنا وولاءنا لهذه الأرض الطيبة وقال “تراثنا هو هويتنا ويعبر عن ذاتنا.. لا يوجد أمة على وجه الارض يمكن ان تنفصل عن ماضيها الا اذا ارادت ان تنفصل عن مستقبلها”.

ويضيف.. يعيد المهرجان “تكريس مفاهيم الهوية والرموز الوطنية الفاعلة في المجتمع سواء في بعدها الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي والاهتمام بها الامر الذي يسهم في انشاء جيل يحترم الذي سبقه ويؤسس لاحترام الجيل اللاحق”.

ويتوجه المهرجان الذي تقيمه دائرة المسارح والموسيقا والأنشطة الفنية في مديرية التربية بمحافظة اللاذقية بالتعاون مع المركز الثقافي في بلدة عين البيضا إلى الأطفال الذين يشكلون اللبنة الأساسية في بناء سورية المستقبل وتعزيز ثقافة المحبة وفقا لمدير المركز الثقافي أيمن ياسين حيث يشير إلى أهميته في اكتشاف المواهب والطاقات الكامنة لدى الأطفال وتصويبها بالاتجاه الصحيح فضلا عن إدخالهم في جو من الفرح والبهجة الهادفين من خلال الرسم والموسيقا والمسرح وتعريفهم بالتراث الساحلي.

ويطمح ياسين أن يشكل المهرجان عاملا في “تجاوز الأخطاء التي أظهرتها الأزمة” من خلال التركيز على الأطفال وتربيتهم تربية صحيحة مبنية على حب الوطن والعمل والعلم من اجل بناء وطن حضاري بعيد عن الفكر المتطرف والمتخلف.

ويشير رئيس دائرة المسارح والموسيقا والأنشطة الفنية في مديرية التربية عيسى علي إلى أن تربية الأطفال على حب الفنون من خلال اللون والموسيقا والرقص وملء وقتهم بشكل إيجابي ” تصنع منهم جيلا قادرا على تحمل مسوءولياته بعيدا في فكره عن كل محاولات زج الشعب السوري في أتون التخلف والظلامية”.

وعن الرؤية التي يحملها المهرجان في دورته الحالية يوضح علي أن المهرجان يعكس الواقع الذي نعيشه ويهدف إلى تقوية الحس الوطني لدى الجيل وهي رسالة.. “إننا موجودون رغم كل شيء فنحن أصحاب الأبجدية والنوطة الموسيقية الأولى في التاريخ التي سنستمر في عزفها وإيصالها إلى العالم”.

من جهته يرى الباحث برهان حيدر أن المهرجان هو استمرار لحالة ثقافية ومسرحية في بلدته عين البيضا مستعيدا بالذاكرة العروض المسرحية التي كان يقدمها بالهواء الطلق مع أصدقائه الطلاب حيث أن هذا النوع من المسرح يلقى قبولا ومشاهدة من كل أبناء البلدة والقرى المجاورة معتبرا ذلك احد عوامل وجود أكثر من مهرجان في البلدة تعنى بالثقافة والتراث والأطفال.

ويؤكد أن المهرجان حقق الكثير من غاياته ولاسيما من حيث اطلاع الأطفال على تراث اجدادهم مشيرا الى القيم التي تحملها سورية فهي التي أخرجت للعالم أول أبجدية ومنها انطلقت أول رسالة سلام فنقشت.. “لدي رسالة اقولها ..سلاما في جوف الأرض..أكثر من المحبة في قلب الحقول كي نقيم في الأرض وئاما ونغرس في التراب محبة …سلاما لبني البشر”.

في نسخته الثانية يكبر المهرجان مع الاطفال المشاركين فيه وهو الذي انطلق في خضم حرب تستهدف سورية ببشرها وحجرها ليعبر عن أصرار الشعب السوري على المواجهة مع التكفيريين والظلاميين من خلال التراث والفن والموسيقا والرسم غير بعيد عن ملاحم يصنعها ابطال الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة.

فاطمة ناصر وبسام الابراهيم

انظر ايضاً

وزارة الأوقاف تكرم عدداً من المشايخ البارزين خلال الثورة السورية

إدلب-سانا كرمت وزارة الأوقاف اليوم عدداً من المشايخ البارزين خلال الثورة السورية المباركة. وأقيم حفل …