دمشق-سانا
وصفها رفاق رحلتها بالراهبة في محراب الأغنية السورية وأيقونة الفن الملتزم فغدت حياة الفنانة الكبيرة ميادة بسيليس سيرة إنسانة ارتبطت بالأرض والإنسان وعبرت عنها وعن أحلامها وهمومها بفنها وصوتها الاستثنائي.
وإحياء لذكرى هذه المطربة التي رحلت في الـ 17 من آذار ستقيم دار الأسد للثقافة والفنون حفلاً تكريمياً بدار الأسد للثقافة والفنون في الذكرى السنوية الأولى لوفاتها.
الحفل الذي سيقوده المايسترو عدنان فتح الله مع الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية يشارك فيه المايسترو القدير سمير كويفاتي والمغنيات ليندا بيطار وسناء بركات وشهد برمدا ونانسي زعبلاوي وسيقدم خلاله فيلم وثائقي عن حياتها بتوقيع المخرجة نادين الهبل.
واليوم نستذكر سيرتها الغنية كسيدة سورية مبدعة من ولادتها في مدينة حلب عام 1967 وبداية مشوارها الغنائي في سن التاسعة في حفلات المدرسة ومهرجانات الطلائع وعبر إذاعة حلب كما روت هي في حديث سابق لـ سانا إضافة الى مشاركتها في فعاليات كنسية حيث كان لهذه الفعاليات أثر بالغ الأهمية في تطوير موهبتها الفنية.
وتعلمت بسيليس على يد أساتذة كبار بمجال الغناء منهم الراحل حسن الحفار الذي علمها غناء مقام السبعاوي.
هذه المشاركات العديدة ساعدتها في تكوين شخصية ملتزمة ولكنها جعلتها تخشى الانطلاق والانفتاح على العالم الخارجي واستطاعت الخروج من هذه الحالة بعد زواجها من الموسيقار كويفاتي الذي كان له الفضل في كسر حاجز الخجل والخوف لديها.
وأثرت حالة الالتزام على ميادة لجهة الانتشار الجماهيري فكانت تؤكد أنها لا تستطيع أن تكون مطربة استعراض غير أنه حين تصعد إلى المسرح تشعر أنها بفضاء رحب ومن خلاله تخاطب روح الناس.
اقتصار ميادة في الغناء على المسارح أثر على شهرتها أسوة بمطربات أخريات كما كانت تؤكد هي إضافة إلى التزامها مع عائلتها والتي تعد من أهم الأولويات عندها وظل عملها ثمرة جهد مشترك ومتواصل مع زوجها دون التعاقد مع شركات إنتاج أو وجود جهة تتبناهما.
وصدر للمطربة الراحلة 14 ألبوماً منذ عام 1986 وتنوعت أغانيها التي قدمتها من ناحية الكلمات والألحان بين تجديدها للفولكلور والتراث وإنشادها للترانيم الدينية وحفاظها على شكل الأغنية العربية الراقية.
وكان لها تعاون فني مع العديد مع الشعراء السوريين كما شاركت في غناء شارات لأعمال درامية تلفزيونية ونالت العديد من الجوائز والتكريمات في مهرجانات الأغنية السورية ومهرجانات عربية.
وتعدت حفلات ميادة حدود الوطن فغنت على كبرى مسارح البحرين ومصر والمغرب وإسبانيا والولايات المتحدة.
وأخذ عطاء ميادة طابعاً متنوعاً فغنت للطفولة وفي مجال التراتيل الدينية وللقضية الفلسطينية حيث قدمت مجموعة تحت اسم أجراس بيت لحم ورغم معاناتها من المرض العضال فلم تتوقف عن الغناء حتى قبيل رحيلها.
رشا محفوض
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency