زادت تركيا وتيرة إقحام جيشها في العدوان الإرهابي على سورية، من خلال الدعم العسكري المباشر للإرهابيين أولاً، ومن ثم التذرع بنقل ضريح سليمان شاه للتغطية على إدخال قوة عسكرية كبيرة إلى أراض سورية ينتشر فيها تنظيم «داعش» الإرهابي.
وبين هذا وذاك، ومنذ بداية الأزمة في سورية كانت تركيا مكاناً لتجميع الإرهابيين، وتدريبهم، ومدهم بالمال والسلاح والمعلومات الاستخبارية ودفعهم إلى الأراضي السورية بحماية الجيش التركي.
وهذا يعني أن حكومة أردوغان-أوغلو تريد أن تؤكد العداء لسورية، وبالتالي وضع تركيا في خندق المواجهة الأول مع سورية، وبشكل يوازي عدائية «إسرائيل» مع التماثل هنا بين الجانبين التركي والإسرائيلي في الأطماع والأهداف والتحالفات، وهو ما كانت تدركه سورية وإن وضعت أولويات له فرضتها ظروف المواجهات مع الأعداء.
لذلك فممارسات الحكومة التركية وتصريحات رؤوسها تنضح بحقد دفين يتفجّر بمناسبة ومن دون مناسبة، ويطول كل السوريين في أمنهم ومعيشتهم وتحركهم، ما يؤكد أن هذا العداء ليس وليد يومه وإنما هو نتيجة تراكمات فكرية لدى «الإخوان المسلمين» الأتراك الذين يسيطرون على تركيا باسم «العدالة والتنمية» والذين هم في الأساس بقايا العثمانية البائدة التي يتغنى بها حالياً أردوغان وأوغلو، ويعملون لإخراجها من القبور كما أخرجوا قبل يومين ضريح سليمان شاه، ليعيدوا تذكير أتباعهم بالعثمانية، علماً أن «قبر» سليمان شاه كان محمياً مئة بالمئة من إرهابيي «داعش» ولا خوف عليه أبداً ويدرك أردوغان ذلك جيداًَ.
وبالتأكيد فإن السوريين لا يحتاجون إلى المزيد من الأدلة على عدوانية النظام التركي وتحالفه مع «إسرائيل» ضدهم، فالشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى والردود جاهزة في صدر كل سوري قبل جهوزيتها لدى حكومتهم وهي ردود مؤجلة إلى حين وليس إلى ما لا نهاية وسيأتي اليوم الذي يندم فيه أردوغان وأوغلو على أفعالهما ولكن ساعة لا ينفع الندم.
وإذا كان أردوغان يظن للحظة أن الشعب السوري هو كأولئك العملاء المرتزقة المأجورين الذين يشتريهم بأموال النفط فهو أكثر من مخطئ ويعيش في كهوف أجداده العثمانيين.
بقلم: عز الدين الدرويش