حمص-سانا
ما أزال أكتب وأحترق الكتابة تعذبني وتمتعني معاً أياً كان الموضوع الذي يستثيرني سواء أكان هماً حياتياً اجتماعياً أو سياسياً وطنياً إنسانياً .. عاماً أوخاصاً جدا بهذه العبارات يصف الشاعر والصحفي محمد خير داغستاني علاقته مع الشعر التي تمتزج في كثير من الأوقات بالألم أو تنبثق منه أحيانا أخرى.
وفي حديث لـ سانا يشير داغستاني إلى أن علاقته مع الشعر واللغة علاقة “عشق متبادلة” فالكلمات تطاوعه في كل ما يريد والشاعر من وجهة نظره الخاصة عاشق كبير للغة وهو عندما يكون كذلك فليس بمقدور اللغة إلا أن تبادله العشق والمحبة وتكون طوع رغباته.
وعن بداية تجربته مع القصيدة والتي يزيد عمرها عن خمسة وعشرين عاما قال داغستاني انه نشر أولى قصائده عام عام 1988في الصحف المحلية.. لكن العام 1990 شكل البداية الحقيقية للانطلاق بشكل أفضل إذ حصلت قصيدة “كأنك فاتح هذا البكاء” على جائزة في اتحاد كتاب حمص ونشرت في مجلة الكفاح العربي اللبنانية كما نشر عدداً من القصائد في معجم البابطين للشعراء العرب.
ويقول في قصيدته “كأنك فاتح هذا البكاء”:
كأنك فاتح هذا البكاء
تحاور من لايريد الحوار
رماد على الشوك هذي الأغاني
قليل من الصمت يكفي لتسرب كنه اختصار الأماني.
يشير داغستاني إلى أن دافعه للكتابة كان فطريا بحتا في اليفاعة ثم تحول مع مرور الزمن وتراكم الخبرات والتجارب والمعرفة وتشظيات الوعي إلى هم ومسؤولية ورسالة ثقافية وطنية وإنسانية.
للشاعر داغستاني ثلاثة كتب مطبوعة “لأصبح أكثر مما أحب”-“أحبك بل نحبك بل نحب”- “موسى شق بحرَ الشعر” وهو ينتمي من ناحية المضمون الشعري لجميع الاتجاهات الشعرية ومن حيث الشكل الشعري يميل إلى الشعر الموزون غير المقفى وهذا ما يظهر في كتابيه الأول والثاني.
وللوطن في قلب الشاعر مكانة خاصة وقد احتل حيزا كبيرا من اشعاره ففي أحدها يصف داغستاني مشاهد الحزن والألم التي سادت شوارع قريته خلال الأعوام الماضية وهي بالنسبة له الوطن الصغير الذي يشابه في حالته وما حل بالوطن الكبير سورية:
أريد أن أبكي بلا كذب الرجال على بلادي
وأريد أن أمشي وحيدا
في شوارع قريتي البكماء
علي إن نزلت هناك…
أغسل ما على الأبواب من درن السواد
ومنذ البدايات كان للشاعر نشاط ثقافي إلى جانب الشعر فبعد أن حصل على الجائزة الأولى للشعراء الشباب في طرطوس عام 1993أسس مع عدد من الأصدقاء المنتدى الثقافي الإبداعي في حمص بإشراف أمل ميدع وعبد الإله كشكش ثم قام بإدارة المهرجانين السنويين للملتقى إضافة إلى مشاركته في المجلة الثقافية للتلفزيون السوري ونشر بعض القصائد والقراءات النقدية في الصحف المحلية والعربية.
ويضيف داغستاني إنه في العام 2005 أصدر مجلة نصف الكأس الفرنسية باللغة العربية وفي العام 2006 ترأس تحرير صحيفة نخبة أصداف الانكليزية باللغة العربية ثم عمل رئيسا لتحرير صحيفة المبتدأ السورية.
وأخيرا يرى داغستاني أن الواقع الثقافي الحالي جيد بالمقارنة مع السنوات العشر الماضية وأن الملتقيات الثقافية تحمل الجانبين الإيجابي والسلبي لكن كفة الإيجابي هي التي سترجح حتما.
لارا أحمد