“فن الإلقاء” كتاب يعرض للمتدربين فن الإلقاء الإذاعي والتلفزيوني

دمشق-سانا

يعرف الإعلامي ميسر سهيل الصوت بأنه النبض الذي يحمل الكلمات بصورة عفوية حينما نتحدث فهو جزء من موهبتنا الطبيعية معتبرا أن جميع الأصوات قادرة على الإلقاء الإذاعي والتلفزيوني بعد صقلها بالتدريب.

وأبدى سهيل في كتابه فن الإلقاء الإذاعي والتلفزيوني خبرةً نظرية وعملية تناول فيها جهاز النطق الإنساني بالتشريح الذي يتألف من أعضاء تقوم بوظائف عديدة من أهمها إخراج الصوت فيما تربط الأعصاب بين أعضاء النطق والجهاز العصبي.

وبين صاحب التجربة الإعلامية الكبيرة أهمية هذا الترابط في تنوع مخارج الحروف التي اعتنى بدراستها العلماء العرب وأهم مؤلفاتهم في هذا المجال معجم العين للفراهيدي وأسباب حدوث الحروف لابن سينا والخصائص لعثمان بن جني وإخوان الصفا وخلان الوفا في رسائلهم وهناك علماء اهتموا بالدرس الصوتي من أهمهم أبو الفضل جمال الدين محمد بن منظور الإفريقي وجلال الدين السيوطي وغيرهم .

وكتب سهيل في بحثه أن الطبيب ابن سينا عرف الصوت الإنساني بأنه تلك المسموعات الصادرة عن آلة النطق الإنساني وأن إنتاج الصوت اللغوي لا يتم إلا بالتدخل الإرادي في تكييف النفس الخارج من الرئتين في أعضاء النطق وبهذا التدخل الإرادي تتشكل الحروف التي تكون الكلمات وبناء عليه نستنتج أن اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم عندما يحتاجون إلى الإبانة عن الأشياء أو المعلومات.

ولم يغفل المؤلف ضرورة استخدام الترميز غير اللفظي في الوسائل المرئية وهي دلالات تعبيرية بحركة الجسد أو نبرة الصوت أو تعبيرات الوجه من ابتسام أو عبوس وإشارات اليدين والأصابع والعيون وغيرها.

ويعتبر الترميز غير اللفظي بحسب مؤلف الكتاب دلالة شبه عالمية ويدخل في ذلك ألوان إشارات المرور الضوئية ورسوم تعليمات الطرق وأشكال أماكن العبادة وصولا إلى لغة الإشارة وغيرها من المصطلحات مبينا أنه عند الإلقاء في الوسائل المرئية لا بد من استخدام الترميز غير اللفظي لجذب الانتباه وتعميق الفهم لدى المتلقي.وأكد الكتاب أهمية إجادة نطق اللغة الوطنية للمتكلم وتعلم نطق اللغات الأجنبية مشيرا أن اللغويين المحدثين أدركوا أهمية هذا العلم والخدمات التي لا يكاد أن يقوم الفهم إلا بها والدور الذي يؤديه عند كل مستوى من مستويات التحليل اللغوي.

وأوضح سهيل أن المدرب على الإلقاء يجدر به التعرف إلى مواطن القوة والضعف لدى المتدرب إضافة إلى معالجة جوانب الضعف لديه وصولا إلى امتلاك القدرات اللغوية في النحو والصرف وانتهاء بالخطوات العملية كمعرفة طبقة الصوت المناسبة لأعضاء النطق لدى المتدرب وضبط السرعة المعبرة عن الموضوع وتحاشي الوقوع بالبطء الممل أو الانطلاق المخل وخدمة النص بالتقطيع حسب الوقف المناسب للمعنى وعدم الفصل بين المضاف والمضاف إليه أو بين الصفة والموصوف أو الجار والمجرور وغيرها من المحسنات التي تسهل فهم الموضوع بيسر وسهولة .

وأن هدف التدريب على الإلقاء بحسب ما أوضحه سهيل نقل المعلومات والتجارب الشعورية التي يعبر عنها النص ولتحقيق هذا الهدف لا بد من امتلاك مقومات يتمكن بها المذيع من إيصال الأفكار والمعلومات بيسر وسهولة إلى عقل ومشاعر المتلقي معاً لهذا يعتمد  فن الإلقاء على العلم والفن.

يشار إلى أن ميسر سهيل من أقدم إعلاميي التلفزيون السوري وعمل في إذاعات عربية وعالمية عرفه الجمهور السوري من خلال برنامج شاشة الصحافة وقدم للمكتبة الإعلامية عدة مؤلفات نذكر منها /الإعلام الإسلامي وقواعد تقويمه/ /فن الاتصال بالجماهير والفن الصحفي/ / وقام بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية.

محمد الخضر