دمشق-سانا
ترويج الغرب لمقولة التدفق الحر للأفكار والمعلومات وتوظيفها في إطار الغزو الفكري والإعلامي للشعوب كانت أهم المحاور التي تناولها الباحثون والأدباء المشاركون في ندوة (مقاومة الغزو الثقافي / الإعلام والأدب والثقافة نموذجاً).
الندوة التي أقامها المركز الثقافي في أبو رمانة تحدث في مستهلها رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب الدكتور ابراهيم زعرور عن خطورة الغزو الثقافي بوصفه أخطر أنواع الحروب لأنه يهدف إلى احتلال العقل والهيمنة على الإرادة وسلبها وصولاً إلى تدمير العلاقات الإنسانية.
ويحاول الغزو الثقافي وفقاً لزعرور تغيير معالم حضارات الشعوب ومورثاته وتفتيت المجتمع بأشكال مختلفة حيث تستخدم دول كبرى الإعلام كوسيلة للغزو والسيطرة وغسل العقول بطريقة تفوق في فعاليتها وتأثيرها الجيوش.
في الوقت عينه رأى مدير القناة الفضائية السورية عماد الدين ابراهيم في محوره أن تكريس الفن الهابط في غير مجال هو من مظاهر الغزو الثقافي والإعلامي حيث يسعى أصحاب رؤوس الأموال للترويج للفن السطحي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقياس نجاحه بمدى ما يحققه من مشاهدات لا وفق مضمونه.
ومن مظاهر الغزو الثقافي الأخرى وفقاً لابراهيم تحطيم الصورة الإيجابية للنخبة الثقافية ووضع المثقف موضع سخرية إضافة للعب على العواطف والإرباك وتعطيل الفكر مشيراً إلى ضرورة دراسة هذه المظاهر كلها وسبل مواجهتها لإنجاح منظومتنا المعرفية والثقافية والإعلامية.
مدير الندوة رئيس فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب محمد خالد الخضر اعتبر أن استخدام وسائل الإعلام الحديث كمنصة لنشر الأدب السطحي والهزيل مؤشر خطير لأن هذا الإعلام بوسعه تخطي كل منظومات الرقابة الفكرية ما يستدعي الحد من هذا الاختراق الذي يؤثر على هويتنا الحضارية.
كما شارك الأدباء والباحثون فضيل عبد الله وسامر منصور وقتادة الزبيدي وعماد نداف وبكور العاروب بمداخلات أكدت ضرورة وضع خطط إعلامية وثقافية لمواجهة الغزو الإعلامي والثقافي وتحصين الشباب من ظواهر التقليد والاستلاب الفكري.
شذى حمود