اللاذقية-سانا
أوجد الإنسان القوس والسهم قبل نحو50 ألف عام من أجل الحصول على قوته في رحلات الصيد ومن ثم استعملها في الحروب وكان ذلك سببا في انتشار هذه الآلة عند جميع شعوب الأرض وكانت الحضارات المقدونية والإغريقية والفارسية والهندية والصينية تشير إلى استعمال هذه الشعوب للقوس والسهم في حروبها بل وكانت هذه الآلة تلعب الدور الأبرز في الفوز أو عدمه في المعارك.
وعن نشأة هذه اللعبة أوضح “فادي جميل أخرس” رئيس اللجنة الفنية والفرعية للعبة القوس والسهم باللاذقية لمندوب سانا الرياضي أنه مع مرور الوقت أصبحت هذه اللعبة جزءا من العادات والتقاليد في حياة الإنسان ورياضة تمارس كهواية في الاحتفالات السنوية إلى أن درجت في برنامج الألعاب الأولمبية بين1900و1920م ثم عادت واستبعدت بسبب غياب الأنظمة والقوانين التي تنظم هذه اللعبة.
وأضاف “أخرس” إنه ومع ولادة أول اتحاد للعبة القوس والسهم في عام1930 تم وضع القوانين الناظمة لها وأصبحت رياضة القوس والسهم معروفة دوليا وفي سنة 1972عادت هذه الرياضة لتدخل الألعاب الأولمبية من جديد وفي عام 1982 أدخلت على هذه الرياضة بعض التعديلات حيث أصبحت أكثر حماسة واتخذت الشكل الذي نعرفه اليوم.
ويعتبر المنتخب الكوري الجنوبي من أشهر المنتخبات برياضة القوس والسهم وخاصة على مستوى فئة السيدات وذلك منذ دورة لوس أنجلوس عام 1984 واحتلوا المراكز الثلاثة الأولى في الفردي في أولمبياد سيدني بالإضافة لانتزاعهم الميدالية الذهبية في مسابقة الفرق وتابعوا سيطرتهم على هذه اللعبة في أولمبياد أثيناعام 2004 ولكن اليوم بدأت تبرز منتخبات آسيوية أخرى منافسة كالمنتخبات الصينية التايوانية واليابانية.
وأوضح “أخرس” أنه تم إدراج رياضة القوس والسهم في الألعاب الآسيوية لأول مرة في عام 1958 في طوكيو كما أنها ظهرت في جاكرتا ولكنها غابت بعد ذلك لثلاث دورات متلاحقة حتى ظهرت في بانكوك عام 1978 وأصبحت بعد ذلك من الرياضات الأساسية في دورة الألعاب الآسيوية حتى الآن.
وحول واقع لعبة القوس والسهم باللاذقية أوضح “أخرس” أن عدد لاعبي القوس نحو 20 لاعبا ولاعبة في مختلف الفئات العمرية ذكورا وإناثا يدربهم ثلاثة مدربين واحد درجة ثانية ومدربتان درجة ثالثة لكن رغم ذلك فاللعبة تتطور في محافظة اللاذقية وتحقق انجازات على المستوى المحلي والعربي بفضل تضافر جهود الكوادر الرياضية التي تنظم آلية العمل والتدريب وفق اسس علمية مدروسة مدعومة بالمعسكرات الخارجية والاحتكاك بالفرق القوية ذات المستوى العالي والإطلاع على كل ماهو جديد من خلال تأمين المراجع العلمية وإقامة دورات صقل وترقية للمدربين بالإضافة لدورات تدريبية خارجية لترتقي هذه اللعبة للمستوى الأمثل.
وفيما يتعلق بإنجازات لاعبي محافظة اللاذقية خلال العام الماضي كشف “أخرس” بأن فريق اللاذقية شارك في بطولة الجمهورية للقوس والسهم بفئتي الناشئين والناشئات بستة لاعبين 3 ذكورو 3 إناث وجاءت اللاذقية بالمركز الأول بالمجموع العام وتوجت اللاعبة رهف محمد بالمركزالأول بمسافة 18 مترا فيما توجت اللاعبة “علا فاضل” بالمركز الأول في مسافة 30 مترا وأحمد جازي بالمركز الأول بمسافة 30 مترا.
وتابع “أخرس” قائلا إن فريق اللاذقية الذي شارك في بطولة الجمهورية لفئتي الأشبال والشبلات ضم ستة لاعبين 3 ذكور و 3 إناث وتوجت اللاعبة “هديل السعيد” بالمركز الأول في مسافة30 مترا واللاعبة “نغم محمد” بالمركز الثاني في مسافة 30 مترا واللاعب “عصام طبة” بالمركز الثاني بمسافة 18 مترا واللاعبة “هديل السعيد” في مسافة 18 مترا واللاعبة “نغم محمد” بالمركز الثاني في 18 مترا وتوجت اللاذقية بالمركز الأول في الترتيب العام.
وختم حديثه بالقول إن التدريبات مستمرة في مركز صالة استاد الباسل صيفا وشتاء بما يساهم في تطوير ونشر اللعبة ويمنح المنتسبين فرصة حقيقية لإثبات موهبتهم كما أنه يساهم في الحفاظ على مستوى الأبطال ويرفع جاهزيتهم الفنية والبدنية وذلك ضمن خطة الإعداد والتحضير التي يشرف عليها مجموعة من المدربين المختصين.