آمال الأمريكيين بالحصول على لقاح مضاد لكورونا تتلاشى أمام نظام توزيع فوضوي وغير عادل للجرعات

دمشق-سانا

الآمال التي علقتها ملايين الأمريكيين على إمكانية التطعيم ضد فيروس كورونا تحولت إلى كابوس حقيقي مع انقلاب عملية توزيع اللقاحات والحصول عليها إلى حالة من الفوضى تنعدم فيها المساواة في إعطاء الجرعات ويستفيد منها الأثرياء القادرون على دفع مبالغ كبيرة مقابل الحصول على اللقاح دون الحاجة للانتظار.

عمليات توزيع اللقاحات في الولايات المتحدة صاحبة أكبر عدد ضحايا وإصابات بفيروس كورونا كشفت بحسب وسائل إعلام أمريكية ثغرات كبيرة بما فيها عدم التنسيق والاختيار غير العادل لمن يحق لهم الحصول على اللقاح فكل ولاية من الولايات الـ 50 بدأت تخوض معركتها الخاصة لتوزيع اللقاح وتحولت آمال القضاء على الوباء بحسب صحيفة (يو إس إيه توداي) إلى حالة من الارتباك والإحباط وسط اتهامات متبادلة بالفشل وتحمل المسؤولية بين الولايات والحكومة الفيدرالية.

أزمة توزيع اللقاحات في الولايات المتحدة جعلت آلاف الأمريكيين المسنين منهم على وجه الخصوص يصطفون لساعات أملاً بالحصول على جرعة اللقاح الموعودة دون أن يتمكنوا من ذلك فيما شهدت ولايات عدة مثل فيرجينيا تأخرا في وصول 25 ألف جرعة لقاح طلبتها من الحكومة الفيدرالية.

حالة الفوضى في توزيع اللقاحات عمت بحسب (يو إس إيه توداي) أمريكا بأكملها فبعض الولايات اضطرت إلى إتلاف آلاف الجرعات التي تحتاج إلى درجة حرارة معينة وطريقة تخزين محددة لفشل المسجلين عليها في الحضور في الموعد المحدد فيما تم إتلاف جرعات أخرى لأن شروط توزيعها لم تتفق مع المعايير الديموغرافية المحددة.

التلاعب بعمليات الحصول على اللقاح دون الحاجة للانتظار انتشر أيضاً في الولايات المتحدة مع تمكن الأثرياء من تلقي الجرعات في حين كشفت تقارير إعلامية أن بعض الأطباء تلقوا عروضاً بـ 250 ألف دولار لقاء تقديم اللقاح بشكل فوري بينما انتشر الاتجار باللقاحات أيضا على الشبكة المظلمة مع عروض للحصول عليها مقابل مبالغ مختلفة.

صحيفة (يو إس إيه توداي) عددت بعض الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة بما فيها تباين عدد الجرعات التي تتلقاها الولايات الأمريكية دون أن يعرف السبب وراء ذلك حتى الآن وعدم جاهزية هذه الولايات لتوزيع اللقاحات بشكل فوري وحسب الطلب العام إضافة إلى انهيار أنظمة المواعيد الإلكترونية لتلقي الجرعات بسبب الطلب الهائل عليها وتأخر عمليات إنتاج اللقاحات.

وفيما تشهد أزمة توزيع اللقاحات طابعاً سياسياً على الطرف الآخر من الأطلسي بعد تبادل بريطانيا والاتحاد الأوروبي التهديدات بقطع إمدادات الجرعات والنقص الكبير في عدد هذه الجرعات داخل التكتل الأوروبي تتفاقم الأزمة ذاتها في الولايات المتحدة مع محاولات الرئيس الأمريكي جو بايدن عكس مسار جائحة كورونا التي تفشت بشكل خطير في ولاية سلفه دونالد ترامب وعدم إعداد إدارة الأخير أي خطة لتوزيع اللقاحات حال إنتاجها.

باسمة كنون