لندن-سانا
أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن الاعتداء الإرهابي على مقر صحيفة شارلي ايبدو وسط باريس مرتبط بشكل أو بآخر بالممارسات الاستعمارية لفرنسا.
وأوضح فيسك خلال مقال في صحيفة الاندبندنت البريطانية أن حقبة الاحتلال الفرنسي للجزائر شهدت أعمالا وحشية ارتكبتها القوات الفرنسية بحق الجزائريين الذين ضحوا بأكثر من مليون شهيد خلال نضالهم لتحقيق استقلال بلادهم مشيرا إلى أن ما يحدث في الحاضر مرتبط بما حدث في الماضي.
وكان الهجوم على مقر الصحيفة الفرنسية وسط باريس الأربعاء الماضي أدى إلى مقتل 12 شخصا وجرح 11 آخرين.
وقال فيسك إن كلمة الجزائر دارت في ذهنه على الفور عندما تلقى خبر الهجوم على الصحيفة الفرنسية مشيرا إلى الانتهاكات والممارسات التي ارتكبتها فرنسا خلال احتلالها للجزائر مذكرا بالتجربة الطويلة التي خاضتها الجزائر في حربها ضد التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
وكان مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية أكد الخميس الماضي أن العمل الإرهابي الذي استهدف صحيفة شارلي ايبدو يوضح بشكل لا لبس فيه الأخطار التي يمثلها تفشي ظاهرة الإرهاب التكفيري والتي تشكل تهديدا للاستقرار والأمن في كل أرجاء العالم كما أنه يؤكد مجددا على الحاجة إلى سياسات جادة تؤدي إلى تضافر جميع الجهود للقضاء على آفة الإرهاب.
وكانت فرنسا من السباقين بالانضمام إلى ما يسمى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وفي الوقت ذاته أعلنت وبشكل استفزازي استمرارها في دعم باقي التنظيمات الإرهابية التي عاثت قتلا وتخريبا في سورية على مدى السنوات الثلاث الماضية.
ويحاول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وحكومته تجنيد العالم لمساندة بلاده بعدما بدأ الإرهاب الذي دعموه منذ العام 2011 يرتد عليهم ويصيبهم بعقر دارهم.
يذكر أن سورية حذرت مرارا وتكرارا من أخطار دعم الإرهاب ولاسيما الذي استهدف سورية والمنطقة ونبهت بأن هذا الإرهاب سوف يرتد على داعميه وأن الأحداث والتهديدات التي طالت أكثر من مدينة أوروبية تؤكد قصر نظر السياسات الأوروبية ومسؤوليتها عن هذه الأحداث وعن الدماء التي سالت في سورية.