معرض فسيفساء الخشب يستحضر رموزاً تاريخية سورية للفنان رؤوف بيطار

اللاذقية-سانا

استحضر معرض فسيفساء الخشب للفنان رؤوف بيطار في قاعة المعارض بدار الأسد للثقافة باللاذقية رموز الحضارات وأبرز الشخصيات التي عرفتها منطقتنا في إطارها الملحمي الذي يذكر بعظمة هذا الإرث وقيمته الفنية والجمالية.

50 عملا فنيا نفذت بطريقة الفسيفساء على الخشب جسدت أبطال الملاحم الأشهر التي تعاقبت على منطقتنا عبر التاريخ من جلجامش والإله بعل والآلهة عشتار والأم الأوغاريتية إلى نبوخذ نصر والملكة أوروبا وسرجون الآكادي وابولودور الدمشقي والملكة زنوبيا في سرد فني جمالي وتاريخي لعظمة هذه المنطقة وحضارتها حرص بيطار على تقديمه بشكل يحاكي النسخ الأصلية مستعينا بذلك بما وثقه الباحثون ضمن هذا المجال.

واستعان بيطار في أعمال معرضه بمقولات تاريخية خالدة كوصية بعل للسوريين وللعالم قبل أكثر من خمسة آلاف عام “حطم سيفك وتناول معولك واتبعني لنزرع السلام في كبد الارض.. أنت سوري وسورية مركز الأرض” وأخرى للملك السلوقي السوري انطيوخوس الثالث .. “يا سوري.. الأنا لذاتك ونحن لنبني الوطن.. فأين انت” وغيرها.

واعتبر بيطار في تصريح لمراسلة سانا أن ما يقدمه ينبع من واجبه ودوره كسوري ابن هذه الأرض بنقل وصايا السوريين منذ آلاف السنين لتحكي عظمة بلادنا عبر التاريخ في وجه الغرباء الذين حاولوا تخريبها ونهب آثارها وتدمير متاحفها وسرقة وثائقها لطمس حضارتها.

وأوضح بيطار أنه يستوحي أعماله من التاريخ للوحات أصلية موجودة مستعينا بوثائق خبراء كالباحث التاريخي الراحل الدكتور وديع بشور الذي قدم شرحا مفصلا عن الخلفية التاريخية والحضارية لكل عمل ليعيد بعد ذلك صياغته من جديد بروحه ومن خشب شجر هذه الأرض الغنية بتنويعاتها وألوانها وخصائصها كالزيتون والليمون واللوز والتوت الذي يتفرد بكثرة ألوانه ليصار بعد ذلك إلى التنشيف والتوضيب والمعالجة.

وأشار بيطار إلى أنه لم يتلق دراسة أكاديمية للفن لكنه امتهن الرسم الميكانيكي وانجذب إلى فن الفسيفساء بعد اطلاعه على روعة وجمال اللوحات الفسيفسائية الحجرية في سورية مختارا الخشب بدل الحجر رغم الصعوبة الإضافية التي تحتاجها هذه الخامة من دقة متناهية وعدم وجود أي فراغ بعكس الحجر الذي تعالج الفراغات فيه بمواد وطرق مختلفة.

بيطار الذي احترف هذا الفن منذ أكثر من 15 عاما له العديد من المعارض المحلية وقدم لكنيسة اللاتين باللاذقية عددا من اللوحات الضخمة يعكف حاليا على تصنيع أدوات تعتمد على علم الطاقة وتستخدم في العلاجات عبر التدليك الخارجي العام المحفز للنهايات العصبية حيث يقدم في معرضه خلاصة دراسته في هذا المجال لتصنيع نماذج جديدة آملا بتحقيق نتائج طيبة بعد استخدامها من قبل أطباء ومعالجين مختصين.

فاطمة ناصر