القدس المحتلة-سانا
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الفلسطينيين سيعملون بكل الوسائل لاستعادة حقوقهم ولن يقبلوا بتهميش قضيتهم عبر استخدام ذريعة محاربة الجماعات الإرهابية التكفيرية في المنطقة.
وشدد عباس في كلمة له اليوم بمناسبة الذكرى الخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية على أن هزيمة هذا الإرهاب عسكريا وثقافيا تمر عبر بوابة تحقيق السلام العادل واستعادة الحقوق وقال.. “إن التطرف يتغذى على التطرف.. والقوة دون عدل استبداد.. والمنطق يقتضي الكيل بمكيال واحد لا بمكيالين” مشيرا إلى أن أعمال وممارسات المستوطنين لا يمكن وصفها إلا بالإرهاب وحماتهم حماة للإرهابيين.
وأوضح عباس أن أمريكا هي من تقوم بإحراج وعزل نفسها عندما تزيد في دفاعها عن الكيان الصهيوني واستعمالها لحق النقض الفيتو عشرات المرات في مجلس الأمن حتى لا تعاقب إسرائيل على أفعالها.
وجدد عباس التأكيد على أن العالم بأسره قد مل هذا الاحتلال الإسرائيلي البغيض لكونه الاحتلال الوحيد الباقي والأطول في التاريخ الحديث موضحا أن الكيان الصهيوني لم يتعظ من التبدلات العالمية ومن الإقرار الدولي المتزايد بعدالة القضية والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأعاد عباس التأكيد على أن قرار إسرائيل بضم القدس المحتلة واعتبارها عاصمة للكيان الغاصب قرار باطل وغير شرعي ولا تعترف به أي دولة في العالم حيث أثبت أبناء القدس مسلمين ومسيحيين تمسكهم وحفاظهم على الهوية العربية للمدينة الخالدة حتى اليوم بصمودهم وثباتهم وتحديهم الاحتلال رغم كل القوانين العنصرية التي تفرض عليهم والاجراءات الباطلة من مصادرة وضرائب وجدار فصل وتمييز عنصري.
وحمل عباس مسؤولية المأزق الذي وصلت إليه المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل إلى استمرار الاستيطان وجدار الفصل العنصري الذي يعزل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها بعضا موضحا أن الفلسطينيين يؤمنون بالسلام لكن العقبة هي إسرائيل التي تصر على مواصلة الاستيطان وتهويد القدس ما أفشل كل المبادرات والجهود الدولية.
وحول مشروع القرار الفلسطيني العربي الذي فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماده أمس بسبب الفيتو الأمريكي قال عباس.. “إن مشروع القرار ليس عملا أحادي الجانب فالأعمال أحادية الجانب هي التي تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي أما مشروع قرارنا فيتضمن المبادئ التي أجمع عليها المجتمع الدولي وهي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المترابطة جغرافيا والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف”.
كما دعا عباس إلى مصالحة وطنية فلسطينية تتحلى بالمسؤولية والارتفاع عن المصالح الفئوية الضيقة مشيرا إلى أن حركة فتح بصدد الإعداد لعقد مؤتمرها السابع خلال فترة زمنية قصيرة واعدا بأن يكون هذا المؤتمر نقلة نوعية في مسيرة الكفاح نحو الاستقلال والدولة.
من جهتهم أعلن مسؤولون فلسطينيون أن عباس سيوقع اليوم طلب انضمام الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية و15 اتفاقية دولية أخرى وذلك بعد يوم من رفض مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي.
وقال مسؤول فلسطيني لوكالة فرانس برس.. إن عباس سيوقع على العديد من الاتفاقيات الدولية وطلبات الانضمام إلى عدد من المنظمات الدولية منها اتفاقية روما التي سيصبح بموجبها الفلسطينيون عضوا في محكمة لاهاي للجنايات الدولية.
وسيتمكن الفلسطينيون عند انضمامهم إلى المحكمة الجنائية من ملاحقة المسؤولين الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة التي شنت إسرائيل عليه ثلاث حروب مدمرة خلال ستة أعوام.
بدوره أعلن المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف أن الساعات القادمة ستشهد قرارات مصيرية ستتخذها القيادة الفلسطينية في أعقاب فشل مرور القرار بتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال في مجلس الأمن.
وكان مجلس الأمن الدولي رفض أمس مشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضي الفلسطينية بعد معارضة الولايات المتحدة واستراليا وامتناع خمس دول أخرى عن التصويت بينما صوتت لمصلحة القرار ثماني دول.