زيارة من نوع آخر إلى قرية الجديدة في ريف منطقة القرداحة

اللاذقية-سانا

وجهتنا هذه المرة إلى الجديدة في ريف منطقة القرداحة تلك القرية الوادعة بين الهضاب الغنية بطبيعتها الخضراء ومياهها الجوفية ونهرها العذب الذي يروي القرى المجاورة لكن هذه الزيارة ليست للحصول على مؤونة الشتاء مما تشتهر من زيت وزيتون وبرتقال وليمون ورمان.. لقد تغير كل شيء.. حال الشجر والحجر يحكي قصة حريق قضى على مواسم القرية بأكملها.

الجديدة في يوم الجمعة التاسع من تشرين الأول ليست كما قبله.. صباحهم ليس مثل أي صباح كما يروي كمال ظريفة أحد أبناء القرية لمراسلة سانا قائلاً كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل حين استيقظنا على ضوء نار ورائحة حريق من تل كفردبيل إلى العرين المجاور وكانت ألسنة النار تمتد بسرعة ملتهمة كل شيء.. الأرض والبيوت والشجر حتى المقابر لم تسلم منها.. كانت سريعة ومخيفة بسبب الرياح الشرقية القوية.

وتابع ظريفة بين لحظة وأخرى وصلت النيران أطراف مزرعة السنديانة على الجهة الأخرى وحاصرت النار القرية من ثلاثة اتجاهات وتعاون الجميع على إخمادها بشتى الوسائل لكنها كانت أقوى من كل الإمكانات حتى وصلت إلى منازل الأقارب وأشعلت أحدها لكن تمكنا من إخمادها ولم تتسبب بخسائر كبيرة فيه.

وأكد ظريفة أن إرادة الشعب السوري لن تهزم وأنه كما انتصرنا على الإرهاب سننتصر في معركة البناء والإعمار وأننا سنعيد زراعة وإصلاح ما تضرر وستعود أراضينا خضراء مزهرة.

من جهته منذر طراف من أهالي القرية قال إنه بعد الحريق وخسارة موسمه ومواسم لأهل قريته هم أكثر تصميماً على إعادة الخضرة إلى بساتين وبيارات القرية وزراعتها من جديد.

وطالب طراف بالدعم المادي لأهالي القرية والمساعدة في تأمين الغراس ومستلزمات الزراعة للنهوض مرة أخرى والمساهمة في بناء الوطن.

وأعرب طراف عن استعداده واستعداد شباب القرية للمساعدة في أي مبادرة في اتجاه زراعة وتشجير الحراج المحيطة بالقرية بالتعاون مع الجمعية الفلاحية.

من جهته منيف حسون رئيس الجمعية الفلاحية قال إن الجديدة قرية منكوبة ولم يبق لأهلها أي مصدر رزق لافتاً إلى ارتفاع تكاليف الحراثة وإن الفلاح لم يعد يتمكن من حراثة أرضه بسبب التكاليف المرتفعة.

وطالب حسون بشق طرق زراعية ليتمكن الفلاحون من الوصول إلى أراضيهم وخصوصاً أن بعضها قد تعرضت لانجراف التربة جراء الحرائق وإلغاء رسوم الري عن أهالي القرية وتحديد وتحرير الأرض لتثبيت الفلاح في أرضه إضافة إلى تأمين معونة شهرية لأهل القرية حتى تعود الأراضي منتجة كما كانت.

غادرنا تلك التلال الجميلة على أمل العودة في ربيع العام القادم لتكون قد ازهرت من جديد بجهود أبنائها وعرقهم.

منال عجيب