ولد على يدي «الداية» الأميركية في العراق، ثم زحف إلى سورية وعبر داعش المحيطات وهدد دولاً وشعوباً في عقر دارها..
وتوسع نحو افريقيا ليهدد ليبيا ويتوعد اركان المغرب العربي.. ويبدو أن موسم الهجرة نحو الشرق قد حان لأن منبع القاعدة وطالبان في أفغانستان وباكستان يحتاج وفقاً للعقل الأميركي الى هكذا طبخة جديدة، وإلا ماكان الرئيس بوتين قد حذر قادة منظمة معاهدة الأمن الجماعي ودعاهم لاتخاذ تدابير استباقية للحيلولة دون وصول التنظيم الى أطلال قندهار..
وهذا التمدد لداعش ليأخذ مكان القاعدة في العالم كله ويصبح الشغل الشاغل له بات مطلباً أميركياً ملحاً، لأن بريق القاعدة قد خفت ومحاربتها بالتالي لم تعد تجدي أمام الرأي العام العالمي، ولابد إذاً بعد صناعة البعبع الجديد أن يتم تعويمه وتعميمه على أنحاء المعمورة وتضخيمه ليكون الذريعة لعقد جديد من الغزو والاحتلال والحروب والعسكرة والسطو على ثروات الشعوب باسم محاربته وخطره وتحت ألف عنوان وعنوان.
إلى هنا قد تكون اللعبة مكشوفة لكن المحزن بل المضحك المبكي والمثير للسخرية والاستهزاء أن تستنفر ببغاوات العالم لتقول ماتقوله أميركا ولتحذر مما تحذر منه أميركا.
فها هي أوروبا يصبح عقلها على مدى عامين ونصف مسكوناً بقصة داعش وتمدده وهاهي آسيا وافريقيا تستنفران وهاهي الحكومات والمنظمات لاتفوت يوماً بل ساعة إلا وتدلي بدلوها حوله.
وبالأمس حذرت المانيا من الخطر واعتبرت أن مستوى التهديدات مرتفع جداً ولحقت بها استراليا ورأت الأمر ذاته، وزادت على أختها بالقول إن الثرثرات الارهابية لديها تصاعدت إثر عملية احتجاز الرهائن ليدخل القاموس الارهابي مصطلح جديد لم نسمعه من قبل.
مصطلحات كثيرة وجديدة ستجوب من الآن فصاعداً دفاتر العالم ذهاباً وإياباً لكن الشيء الغريب العجيب الذي لم يفسره لنا من لحق بالركب الأميركي وردد وراءه كالببغاء هو كيف لهم ولأميركا من قبلهم أن يقلقوا كل هذا القلق ويستنفروا كل هذا النفير وهم من دعموا ومولوا واخترعوا وجددوا في أوراق اللعبة؟!
بقلم: أحمد حمادة