واشنطن-سانا
أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إقدام القضاء التركي على إدانة عدد من الناشطين الحقوقيين يندرج في إطار المحاولات الحثيثة لقمع المعارضين لسياسات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وما شملته من اعتقالات لمئات الأشخاص بمن فيهم مدنيون وعسكريون وصحفيون.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن محكمة تركية أدانت أمس عددا من الناشطين الحقوقيين بتهم تتعلق بالإرهاب وكان من بين المدانين مدير مكتب منظمة العفو الدولية السابق في تركيا تانر كيليتش الذي صدر حكم بسجنه أكثر من ست سنوات إضافة إلى ناشطين آخرين في سياق حملة أوسع يشنها النظام التركي والقضاء التابع له لقمع أصوات المعارضة.
وفيما تكشف الإدانات تبعية القضاء التركي بشكل كامل لأردوغان وتجرده من استقلاليته وحياده أشارت الصحيفة إلى أن ناقدين يؤكدون أن هذه المحاكمات “جزء من نظام تعسفي في عهد أردوغان استهدف المدافعين عن حقوق الإنسان باتهامات لا أساس لها واستخدم النظام القضائي لإغلاق نشاط المجتمع المدني”.
ونقلت الصحيفة عن أندرو غاردنر الباحث في منظمة العفو الدولية في تركيا قوله إن هذه الإدانات مهزلة للعدالة ذات أبعاد مذهلة مضيفا إن “الأحكام بحق هؤلاء الناشطين الحقوقيين” تشكل ضربة ساحقة لكل من يؤمن بالعدالة والنشاط في مجال حقوق الإنسان في تركيا وخارجها”.
وبحسب خبراء في مجال حقوق الإنسان فإن المحاكمات والإدانات التي تصدر عن القضاء التركي تشير إلى “تآكل المجتمع المدني في تركيا”.
وحول اردوغان تركيا إلى دولة بوليسية يسيطر فيها على قطاعات القضاء والشرطة ويسيرها بما يخدم مصالحه وسياساته القمعية التي تكرست منذ محاولة الانقلاب ضده في عام 2016 مع ملاحقة معارضيه وخصومه وحملات الاعتقالات والإقالات الواسعة التي نفذها بحجة الانقلاب المذكور إضافة إلى حملته الواسعة ضد وسائل الإعلام والصحافة.