الشاعر مجد إبراهيم.. اقتصار التجديد على الشكل العروضي أفرز قصائد تفعيلة تقليدية

دمشق-سانا

الشاعر مجد إبراهيم من الأصوات الشعرية التي تعمل على إضافة حجر في بنيان الشعر فهو يسعى من قبيل التجريب إلى التجديد والابتكار والاختلاف عمن سبقوه لا تقليلاً من قيمتهم الشعرية وإنما تميز له ولشعره عموماً.

الشاعر إبراهيم في حوار مع سانا أوضح أن الشعر له وظيفتان النفع والإمتاع وهو مزيج من الموسيقا والشعور والفكر يقدمه الشاعر بمهارة متقنة تجعله يبدو عفوياً مشيراً إلى أن الشعر ضرورة في عالم تغلب عليه المادة لتخفيف ضغط الحياة عبر التحليق على أجنحة لطيفة في دنيا المشاعر والأفكار.

ولا يعلق إبراهيم أهمية كبرى لشكل الشعر الذي قد يكون في أي شكل كان فالعمودي له جماله بشرط ألا يكون تقليداً لما سبقه لافتاً إلى أنه يكتب الموزون بنوعيه العمودي والتفعيلة.

وأوضح إبراهيم أن الشكل الجديد الذي جاء به فرسان الحداثة هو تطوير لأشكال سابقة أما الرؤى والدلالات الشعرية الجديدة التي تضمنها فأفرزتها طبيعة التطور وتمازجها بالموهبة الشعرية المصقولة بالثقافة الحديثة التي وصلت ثمارها إلينا من خلال الترجمة والصحافة والمثاقفة.

وأكد إبراهيم أن باب التجديد مفتوح دائماً بشرط عدم التعصب لما وصلنا إليه فالحياة والشعر يتطوران باستمرار مبيناً أن الحداثة تكون شكلاً ومضموناً ولكن الشكل لا يقتصر على العروض فقط بل هنالك جانب منه له علاقة بتركيب الجملة والعلاقات الخارجية بين ألفاظها.

ويتوقف عند تجارب شعراء سعوا لتجديد القصيدة عبر تغيير شكلها فظهرت نصوص تفعيلة بمضمون تقليدي كقصيدتي تقدموا لسميح القاسم وبور سعيد للبياتي لافتاً إلى وجود شعراء بالمقابل حافظوا على الشكل التقليدي للقصائد بمضامين فيها ظواهر حداثية كنزار قباني ومحمود درويش ونديم محمد.

ويرفض إبراهيم مصطلح الموسيقا الخارجية للقصيدة لأن الوزن بنظره هو الإيقاع والموسيقا الداخلية هي اللحن الذي يضبطه الإيقاع معتبراً أن الوزن ضروري للقصيدة للشعر كضرورة الإيقاع للألحان.

وأما قصيدة النثر فيرى إبراهيم أنها معزوفة على إيقاع منفلت ولكن ذلك لا يعيبها غير أنها تحتاج إلى تكثيف شديد وتصوير جديد وعلاقات مدهشة بين تراكيبها أما الومضة والهايكو فليسا متفرعين عنها لأن هناك من كتبهما موزونين مع الإقرار بأن الهايكو فن مستورد لا يحتفي بالانزياح اللغوي ومجاله الطبيعة.

إبراهيم الذي صدرت له ثلاث مجموعات جميعها موزونة بين التفعيلة وشعر الشطرين سعى لأن يكون التجديد عبرها في العلاقات بين التراكيب وفي المضمون بدءاً بمجموعته الأولى “ومضات سوداء” التي تغلب عليها شعرية الفكرة والمفاجأة الختامية كومضات ساخرة والثانية “ملهاة للظلام” التي نوع فيها بين القصائد الطويلة والومضات متناولاً هموماً اجتماعية ووطنية والثالثة “دندنات عارية” التي اختلفت عن سابقتيها باقتصارها على الغزل وبطرائق التصوير والانزياح.

وحول إصداراته القادمة ذكر أن لديه حالياً مجموعته الرابعة “أنا هنا جميعاً” قيد الطباعة إضافة إلى انتهائه من كتابة روايته الأولى ومؤلف يتناول الأبحر الشعرية والقافية.

ودعا إبراهيم إلى إطلاق برامج مسابقات في الإعلام السوري تعنى بالشعر بهدف تطويره ودعم الشعراء مادياً ومعنوياً وجعله أكثر قرباً من الجمهور.

أما واجب الشعراء برأي ابراهيم فهو البحث عن الجديد المدهش دائماً مع الحفاظ على جذور القصيدة العربية والابتعاد عن الدخول في الأيديولوجيات المتنافرة والعمل على تقديم خطاب إنساني معتدل في قالب فني مغرق بجماله وحداثته.

بلال أحمد