معارضون أتراك: محاكمة مشجعي كرة القدم تجسيد لانتهاك النظام القضائي

أنقرة-سانا

أكدت مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان في تركيا وأخرى معارضة أن محاكمة 35 من رابطة مشجعي فريق بيشكتاش التركي لكرة القدم والمعروفة باسم “تشارشي” أمس بتهمة محاولة القيام بانقلاب خلال مظاهرات حاشدة نظمت العام الماضي في ميدان “تقسيم” وسط اسطنبول تجسد انتهاكا سافرا من قبل الحكومة التركية للنظام القضائي بقصد الثأر.

ونقلت وكالة الأنباء التركية “جيهان” عن أوموت أوران عضو البرلمان عن اسطنبول الذي يمثل حزب الشعب الجمهوري الذي مزق أعضاؤه نسخة من لائحة الاتهام بحق مشجعي كرة القدم خارج المحكمة أمس.. “لقد ظهر الوجه الحقيقي لتشكيل حكومة حزب العدالة والتنمية”.

وقال الحقوقي جم ياكيسكان وسط ضحك وتصفيق في قاعة المحكمة .. “لو كانت لدينا سلطة القيام بانقلاب لكنا جعلنا فريق بيشكتاش يصبح الحائز على بطولة الدوري التركي لكرة القدم”.

وتجمع الشباب من رابطة مشجعي بيشكتاش “تشارشي” أمام القصر العدلي في تشاغلايان بإسطنبول دعما ومساندة لزملائهم وتضامن معهم عدد من نواب حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية.

وأضافت الوكالة.. إن لائحة الاتهام لمشجعي كرة القدم تضمنت تهما مفبركة منها تهمة السعي إلى احتلال مكتب رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان في اسطنبول القريب من استاد بيشكتاش “لخلق مظهر بأن هناك سلطة ضعيفة ظهرت في البلاد” وجلب وسائل اعلام أجنبية الى مناطق الاحتجاج.

ولفتت الوكالة إلى أن محاكمة مشجعي كرة القدم جاءت بعد يومين من تعرض تركيا لانتقادات دولية في أعقاب حملة اعتقالات “الأحد الأسود” التي شكلت انقلابا على الديمقراطية والصحافة الحرة في تركيا واستهدفت قيادا ت صحفية بارزة في مقدمتهم رئيس تحريرصحيفة “زمان” أكرم دومنلي ومدير مجموعة “سامان يولو” الإعلامية هدايت كاراجا ومجموعة من كتاب السيناريو ورجال الأمن بالتهمة نفسها وهي التخطيط للانقلاب على الحكومة.

وأكدت الوكالة أن الادعاء التركي طالب بالسجن المؤبد لكل مشجعي فريق بيشكتاش لكرة القدم في اسطنبول الذي لعب دورا بارزا في الاحتجاجات التي جذبت حشودا متنوعة من مئات الآلاف في أنحاء تركيا بتهمة المشاركة في تنظيم احتجاجات “غيزي بارك” التي اندلعت في ميدان “تقسيم” باسطنبول في أيار عام 2013 تنديدا بقطع الأشجار في المتنزه التاريخي لإقامة مركز تجاري وتحولت إلى تحد كبير لأردوغان الذي أصبح فيما بعد رئيسا للجمهورية.

يذكر أن الممارسات الأخيرة لأردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية أثارت قلقا واسعا في أنحاء العالم ولاسيما في الاتحاد الأوروبي الذي تسعى تركيا للحصول على عضويته مع ظهور توجه صريح من أردوغان لقمع جميع الأصوات المعارضة له وإسكات كل صوت مخالف.