حكومة “العدالة والتنمية” تستعد لشن عملية أمنية ضد الوسائل الإعلامية التركية الرئيسية

أنقرة -اسطنبول-سانا

كشف رئيس تحرير موقع روتا خبر التركي أونال تانيك عن مساع لحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا لاخفاء موضوعات مهمة عن الرأي العام التركي وحرف النظر عنها موضحا أن هذه المساعي تجعل تلك الحكومة تغير أجندتها اليومية باستمرار.

ونقل الموقع التركي عن تانيك قوله خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني “إن العملية الأمنية التي طالت الصحفيين وعددا من رؤساء تحرير الوسائل الإعلامية التركية تهدف إلى التستر على فضيحة الفساد والرشوة ولكن هناك أمرا آخر يراد إخفاؤه عن الرأي العام وهو الوضع في شرق وجنوب شرق تركيا حيث انقسمت تركيا بشكل فعلي”.

وأضاف “أكدت عندما طرحت حكومة حزب العدالة والتنمية موضوع الكيان الموازي أن من يرد رؤية الدولة الموازية فليذهب الى جنوب شرق تركيا حيث جميع الاعمال التي تجريها هذه الحكومة تهدف إلى إخفاء الوضع في جنوب شرق تركيا وعدم افشائه من قبل الوسائل الإعلامية”.

ولفت تانيك إلى الوضع الاقتصادي التركي المتأزم الامر الذي تسعى حكومة حزب العدالة والتنمية لاخفائه عن الرأي العام وقال إن “الوضع الاقتصادي ليس على ما يرام حيث انخفضت نسبة النمو الاقتصادي في تركيا خلال العام الجاري بينما بقي النمو تحت نسبة 3 بالمئة”.

وأكد تانيك أن رئيس نظام حزب العدالة والتنمية رجب طيب اردوغان كذب على الشعب التركي عندما كان يخاطب رجال الأعمال الأترك حول تحسن الوضع الاقتصادي حيث ازدادت نسبة البطالة بشكل كبير في الفترة الاخيرة بينما لم يحرز الدخل القومي وعملية التصدير أي تقدم منذ 5 أعوام ولأول مرة ينخفض نصيب الفرد من اجمالي الدخل القومي إلى أقل من 10 دولارات.

وأكد أن الموضوع الثالث الذي تسعى حكومة حزب العدالة والتنمية لاخفائه عن الرأي العام هو فشلها في السياسة الخارجية حيث تزعزعت علاقات تركيا مع جميع الدول الجارة في وقت أدار فيه العالم ظهره لها وقام بعزلها وقال إن أحدا لا يأخذ كلام المسؤولين الأتراك على محمل الجد.

من جهة ثانية أفاد المدون التركي فؤاد عوني بأن حكومة حزب العدالة والتنمية تستعد لشن عملية امنية جديدة ضد الوسائل الاعلامية التركية الرئيسية بعد إقدامها على توقيف صحفيين ورؤساء تحرير من الوسائل الإعلامية بينهم رئيس تحرير صحيفة زمان.

وقال المدون التركي الذي سبق له أن نشر معلومات ووثائق حول فضيحة الفساد والرشوة التي طالت مسوءولين ووزراء في حكومة حزب العدالة والتنمية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر كما نقلت صحيفة سوزجو “إن عناصر المخابرات التركية تستعد لتنفيذ عملية تحريضية حيث ستقوم عناصر الاستخبارات بحمل القران الكريم للايحاء بأنها موالية لجماعة غولن والاعتداء على الشرطة والصحفيين الموالين لحكومة حزب العدالة والتنمية امام قصر العدل في تشاغلايان باسطنبول ومبنى صحيفة /زمان/ التي داهمتها قوات الأمن التركية وأوقفت رئيس تحريرها وعددا من الصحفيين العاملين فيها”.

وأشار عوني إلى أن مديرية أمن اسطنبول ألغت إجازات عناصر قوات الأمن والعمليات الخاصة وأعدت خطة وكأنها تستعد لاتخاذ التدابير خلال التظاهرات في عيد العمال لافتا إلى نشر 800 عنصر من قوات الأمن وآليات الشرطة أمام صحيفة زمان فضلا عن حشد 200 عنصر من قوات الامن أمام منزل الديكتاتور اردوغان الذي يخشى الشارع تحسبا لاحتمال تنظيم تظاهرات احتجاجية أمام منزله.

وأفاد بأن المراسلين الصحفيين الموالين لحكومة حزب العدالة والتنمية يتجولون بحرية في ممر الاستخبارات الذي يحظر حتى دخول بعض رجال الشرطة آليه بينما لم يقدم الاخبار إلى أحد مراسلي الوسائل الاعلامية الرئيسية لأن مديرية الامن تخطط لشن عملية أمنية ضد الوسائل الإعلامية الرئيسية.

ولفت إلى أن ملف العملية الأمنية التي ستشنها قوات الأمن ضد الوسائل الاعلامية الرئيسية موجود بين يديه وسيكشفه عندما يحين الوقت.

وقال عوني “إن صدى العملية الامنية التي نفذت ضد الوسائل الإعلامية في العالم الخارجي أثار غضب وجنون الديكتاتور أردوغان حيث يعطي التعليمات المتتالية لوزير داخليته افكان إلا حيث يتخذ اردوغان مواقف شبيهة بمواقف هتلر”.

صحف تركية: اعتقال صحفيين من قبل شرطة أردوغان “ضربة لحرية التعبير”

إلى ذلك اعتبرت وسائل الإعلام التركية أن الحملة التي شنتها شرطة رجب طيب اردوغان والتي استهدفت وسائل إعلامية وصحفيين أتراكا معارضين لسياساته أمس تمثل ضربة “لحرية التعبير والديمقراطية”.

وعنونت صحيفة زمان التي داهمت شرطة أردوغان مقرها صباح أمس واعتقلت رئيس تحريرها أكرم دومانلي على خلفية سوداء أن ما جرى “يوم أسود”.

وقالت الصحيفة “ستحافظ زمان على خطها المسالم من أجل الديمقراطية والحرية” مضيفة أن “تركيا باتت على حافة الهاوية”.

وفي صحيفة يني شفق انتقد الكاتب عبد القادر سلوي التوقيفات بحق الصحفيين المعارضين وكتب “أندد بشدة بتوقيف أكرم دومانلي وهداية قره جا مدير تلفزيون سمانيولو تي في وأرفض هذا الخطأ أيا كان مصدره”.

بدورها اعتبرت صحيفة حرية في مقالة بتوقيع أحمد هاكان أن توقيف الصحفيين يشكل “ضربة للديمقراطية وحرية التعبير” في تركيا.

وكانت شرطة اردوغان شنت صباح أمس حملة اعتقالات استهدفت وسائل الإعلام المعارضة لنظام اردوغان.

وشملت حملة المداهمات والتوقيفات بشكل أساسي صحيفة زمان وتلفزيون سمانيولو تي في وقناة تركيا واحدة بذريعة قربها من الداعية فتح الله غولن وذلك بعد أن أسهمت مع وسائل إعلامية أخرى في الكشف عن فضيحة الفساد التي طالت مقربين من اردوغان بينهم ابنه بلال وأطاحت بالعديد من وزرائه ونواب حزبه.

وأوقف خلال الحملة 27 شخصا في اسطنبول ومدن تركية عدة أغلبهم من الصحفيين إضافة إلى عدد من الشرطيين بينهم رئيس قسم مكافحة الإرهاب طوفان ارغودير ورئيس قسم الجريمة المنظمة في شرطة اسطنبول موتلو اكيز اوغلو حيث أعلن صباح اليوم عن الإفراج عن ثلاثة منهم بينما لا يزال 24 يخضعون للاستجواب لدى شرطة اسطنبول.

وبحسب الاتهامات التي وجهت لهم من المدعي العام التركي هادي صالح اوغلو فإنهم متهمون بالتزوير وفبركة الاثباتات وتشكيل عصابة إجرام لضرب سيادة الدولة فيما تؤكد الأوساط الإعلامية أن استهدافهم يأتي على خلفية كشف فضائح الفساد التي تطال نظام أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية.

أردوغان الخائف من الصحافة يرد على انتقاد الاتحاد الأوروبي لسياسات نظامه

في غضون ذلك رد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الغارق في ملفات فساد وقضايا تتعلق بالاستبداد على انتقاد الاتحاد الاوروبي لحملة الاعتقالات التي قامت بها شرطة حكومة حزب العدالة والتنمية وطالت عددا من الصحفيين قائلا إنه “يجب على بروكسل أن تهتم بشؤونها”.

وأدان مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي أمس مداهمات الشرطة التركية لمقرات وسائل اعلامية واعتقال صحفيين واصفين ذلك بأنه “مناف لقيم الاتحاد الاوروبي” الذي “تتطلع” تركيا إلى أن تصبح جزءا منه وقال بيان اصدرته مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديركا موغيريني ومفوض سياسة الجوار الاوروبي ومفاوضات التوسعة يوهانس هاهن “إن المداهمات تتعارض مع حرية الاعلام التي هي المبدأ الجوهري للديمقراطية”.

ونقلت ا ف ب عن اردوغان قوله في تصريحات متلفزة من ازمير “لا يمكن للاتحاد الاوروبي التدخل في خطوات اتخذت ضمن حكم القانون فليهتموا بشؤونهم الخاصة”.

وأضاف أردوغان “أتساءل ما إذا كان أولئك الذين يبقون هذا البلد عند ابواب الاتحاد الاوروبي منذ /50/ سنة يعلمون ماذا تمثل هذه الاجراءات” في إشارة الى الاعتقالات.
وزعم اردوغان ان الصحفيين عناصر تهدد الامن القومي لتركيا لذا يجب أن تحصل على الرد المناسب.

وتعتبر تركيا البلد الاول عالميا في قمع الحريات الصحفية وسجن الصحفيين وفق لجنة حماية الصحفيين الدولية.