جرائم وكالة المخابرات المركزية لحقوق الانسان تفضح الادعاءات الأمريكية

واشنطن-سانا

لطالما اتخذت الادارات الأمريكية المتعاقبة “حقوق الإنسان والدفاع عنها” ذريعة لشن الحروب والتدخل في شؤون مختلف دول العالم وخصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية واعتبار الولايات المتحدة نفسها “شرطي العالم” و”الراعي والمدافع الأول” عن هذه الحقوق.

وعلى الرغم من كل المحاولات للتغطية على سجل الولايات المتحدة وأذرعها الاستخباراتية الأسود في مجال العمليات القذرة والجرائم ضد الإنسانية إلا أن المعلومات والمعطيات والحقائق التي تتكشف بشكل دائم تظهر دائما أن كل هذه الادعاءات الأمريكية فيما يخص الالتزام بحقوق الإنسان وحمايتها ليست سوى مجموعة أكاذيب وذرائع لتحقيق المصالح الأمريكية التي بنيت دائما على حساب الإنسان والإنسانية.

فبعد موجة الاحتجاجات التي عمت الولايات المتحدة نهاية الشهر الماضي على خلفية تزايد عمليات القتل التي تقوم بها الشرطة ضد أمريكيين من أصول إفريقية في ولايات مختلفة من البلاد جاء الكشف عن تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي ليؤكد قيام المخابرات المركزية الأمريكية “سي اي ايه” بما سماه التقرير نفسه بـ”عمليات استجواب وحشية لمشتبهين بالإرهاب في السنوات التي أعقبت هجمات 11 ايلول في الولايات المتحدة”.

وأشار التقرير الامريكي ذاته إلى أن الـ”سي اي ايه” “ضللت الأمريكيين بشأن مدى فعالية الاستجواب المعدل كما أن إدارة عمليات الاستجواب اتسمت بالسوء فيما المعلومات التي تم الحصول عليها جراء هذه العمليات كانت غير جديرة بالثقة”.

ولفت التقرير إلى أنه وفي ظل عهد الرئيس الأمريكي السابق “جورج بوش” نفذت الـ”سي اي ايه” عملية كانت معروفة داخليا باسم “التسليم والاستجواب” واحتجز خلال هذه العملية مئات من المشتبه بهم في “مواقع سوداء” خارج أراضي الولايات المتحدة واستجوب هوءلاء بأساليب منها الإيحاء بالغرق والصفع والإذلال والتعريض للبرد والحرمان من النوم.

لم ينشر مجلس الشيوخ التقرير الكامل الواقع في أكثر من 6000 صفحة والذي يحتوي على عدد ضخم من الأدلة وما زال مصنفا باعتباره سريا بل نشر ملخصا له من 480 صفحة ما يدل على استمرار محاولات إخفاء حجم الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها أذرع الولايات المتحدة الاستخباراتية بحجج مكافحة الإرهاب.

ووفق مراقبين غربيين فإن “هذا التقرير يسلط بعض الضوء المطلوب على مناطق حالكة حيث تبين أن هذا الأسلوب الوحشي في جميع الحالات التي نظرت فيها المخابرات المركزية الأمريكية لم يمنع وقوع عملية إرهابية واحدة” وهو الأمر الذي يظهر وباعتراف هؤلاء المراقبين كذب وزيف الحجج التي ساقتها الولايات المتحدة والدول الغربية لتبرير انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان.

ولعل هذه المعلومات التي كشفت مؤخرا تظهر شيئا سبق وتم فضحه من خلال الصور والقصص التي سربت حول سجن “أبو غريب” سيء الصيت في العراق والذي أظهر حجم العنف والقسوة والاذلال التي مارسها المحتلون الأمريكيون ضد المعتقلين العراقيين أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق وبأوامر مباشرة من مسؤولين كبار في إدارة أجهزة الاستخبارات والبنتاغون الأمريكي.

طبعا ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة في الكشف عن الأفعال الإجرامية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والتي تحمل سجلا حافلا بالعمليات السرية القذرة والتي طالت الكثير من بلدان العالم ومواطنيها.

فمنذ تأسيسها عام 1947 نفذت المخابرات المركزية الأمريكية حوالي 3000 عملية كبرى و11 ألف عملية صغيرة بشكل غير شرعي والعديد منها “اتسم بدموية ووحشية تفوق التصور” كما وصفها عميل الـ”سي آي إيه” السابق جون ستوكويل لتصل حصيلة القتلى نتيجة تلك العمليات إلى أكثر من 6 ملايين شخص.

وحتى يومنا هذا قامت المخابرات الأمريكية بتنسيق وترتيب عشرات الانقلابات وحالات التمرد المسلحة في عشرات البلدان حول العالم وتسليح جماعات من المرتزقة وفرق الموت بهدف خدمة مصالح الاحتكارات الغربية وتوسيع دائرة الهيمنة الأمريكية على مختلف مناطق العالم.

وتكفي الاشارة مجددا إلى نموذج ما زلنا نشهد دمويته وتداعياته حتى الآن يتمثل في العراق والذي قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها باجتياحه وتدميره عام 2003 استنادا إلى معلومات كاذبة ومضللة اصطنعتها وروجت لها وكالة المخابرات المركزية ليتضح فيما بعد وباعتراف المسؤولين الأمريكيين أنفسهم كذبها وزيفها.

ولعل الأكثر إثارة للاستغراب أنه وفي ظل نشر هذه المعلومات حول الأعمال القذرة التي تقوم بها الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية تواصل الولايات المتحدة استعمال الأساليب والخطط ذاتها لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها حيث تستمر في دعم وتمويل المجموعات والتنظيمات الإرهابية في سورية التي ترتكب وبشكل يومي المجازر والجرائم بحق السوريين بتنسيق مع حلفائها الغربيين وأدواتها وعملائها في المنطقة من مشيخات وممالك الخليج إلى نظام رجب طيب أردوغان وذلك خدمة لمشروعها الهادف إلى تفتيت المنطقة وشرذمتها والسيطرة على مقدراتها.

ويؤكد مراقبون أن نشر هذه التقارير وغيرها ليس سوى لعبة إعلامية لتبييض صفحة سوداء وسجل حافل بالجرائم لن يكون من السهل محوه ما دامت ضحايا الإرهاب الأمريكي في تزايد بشكل مستمر إلا أن العديد من المراقبين والمتابعين يؤكدون أن ما تشهده دول المنطقة حاليا وخاصة سورية والعراق من جرائم إرهابية على أيدي تنظيمات إرهابية اسهمت الـ”سي اي ايه” في تصنيعها كـ”داعش” و”النصرة” أحد إرهاصات السياسات والانتهاكات التي يمثلها هذا الجهاز الاستخباراتي الأمريكي في اطار مساعيه لتكريس الهيمنة الأمريكية على المنطقة وضرب قواها المقاومة ونشر الفوضى فيها ضمن اطار مخطط تقسيم دول المنطقة وشرذمتها خدمة لربيبها الكيان الصهيوني ومشاريعه التوسعية في المنطقة.

وفي السياق ذاته تشكل الفضائح الجديدة لجهاز الاستخبارات الأمريكي بداية صحوة لأصحاب الإرادة الحرة بالعالم لنصرة الشعوب المقهورة في المنطقة لدعم صمودها وقواها المقاومة للتصدي لهذه الممارسات والانتهاكات الصهيوأمريكية في العالم.

انظر ايضاً

سياسي أمريكي: وكالة (السي آي إيه) أسوأ منظمة إرهابية في العالم

واشنطن-سانا وصف السياسي الأمريكي والمرشح السابق في انتخابات مجلس النواب جيفري يانغ وكالة المخابرات المركزية …