طرطوس-سانا
أمام أرضه وبالقرب من البيوت المحمية المخربة يقف المهندس المزارع رفيق إبراهيم يراقب بحزن وحسرة حال محصوله بعد أن أتى عليه التنين البحري الذي ضرب قريته سهل يحمور بريف طرطوس أول أمس السبت.
رفيق ومثله عدد من عائلات قريتي منية يحمور ومجدلون البحر بريف طرطوس تحولت أحلامهم برزق وفير كانوا يستعدون لقطافه بعد أيام قليلة إلى خراب فضاع تعبهم وكل ما صرفوه من مال ثمن الهياكل المعدنية والبذار والأدوية والمبيدات الحشرية اللازمة للمحاصيل المحمية.
في حديثه مع مراسلة سانا قال رفيق منذ يومين وأنا أحاول فك بقايا حطام الهياكل المعدنية والشرائح البلاستيكية عسى أن أتمكن من إنقاذ ولو جزء بسيط من محصولي الذي تعرض للضرر بالكامل لكن حال الطقس لم تساعد أيضاً فالأمطار تزيد الأمر سوءاً وتتسبب بالعفن للمحصول الباقي على الأرض وتصبح تكلفة إعادته لدورة الإنتاج أكبر بكثير.
خسائر المزارع رفيق كبيرة تقدر بنحو 12 مليون ليرة سورية ومثله أيضاً ما يقارب نحو تسع عائلات في المنطقة كانت على مسار التنين الذي حول فيها 42 بيتا بلاستيكيا إلى دمار.. وهنا يقول “كنت أملك ستة بيوت محمية تكلفة الهياكل المعدنية وشرائح النايلون فيها نحو مليون ليرة سورية لكل بيت وتكلفة الزراعة والإنتاج حتى المرحلة التي كان المحصول قد وصل اليها نحو مليون ليرة سورية أيضاً، موضحاً أن تكلفة إصلاح كل بيت بلاستيكي حاليا تبلغ مليون ليرة سورية على الأقل.
المزارع علي ابراهيم هو أحد أبناء المنطقة التي تعرضت العام الماضي لتنين مماثل لكنه كان أقل تأثيراً وخسائره محدودة، مشيرا إلى أن أرضه تعرضت أيضاً لتنين مماثل في العام 2014 لكنه لم يحصل حتى اليوم على التعويض من صندوق مكافحة الجفاف والكوارث، علماً أن اللجان حضرت إلى المكان وعاينت الواقع والأضرار آملا أن تسرع الجهات المعنية بالتعويض عليهم حتى يتمكنوا من ترميم زراعاتهم وإعادتها لدورة الإنتاج.
فايز معنا أحد المتضررين الذين شاهدوا لحظة حدوث التنين البحري قال “إن الأمطار الغزيرة مع انجراف التربة وشدة الرياح العاصفة والزوبعة أدت إلى هذا الدمار الكبير”، متمنياً من المعنيين التعويض على المتضررين.
المحامي حسن قاسم رئيس بلدة يحمور بين أن عدد المزارعين المتضررين بلغ 34 متضرراً يملكون ما يقارب 204 بيوت بلاستيكية في كل من سهل يحمور وسهل منية يحمور خمسة منها تضرر بالشرائح البلاستيكية وما تبقى تضرر بشكل كامل، لافتاً إلى أن البيوت المتضررة مزروعة بمحصولي البندورة والباذنجان ما سيؤثر على كمية الإنتاج لهاتين المادتين إضافة إلى الخسائر الكبيرة والمعاناة المادية التي خلفها التنين للمزارعين الذين يعتمدون على هذا النوع من الزراعات.
ولفت إلى أن هذه المنطقة على اعتبارها منطقة سهل ومكشوفة على البحر مباشرة هي عرضة لمثل هذه الحالات الطبيعية وكان قد حدث تنين بحري الأسبوع الماضي لكنه لم يكن بهذه القوة والشدة.