شباب موسيقي يدهش الجمهور خلال حفل دار الأوركسترا باللاذقية

اللاذقية-سانا

استقطب الحفل الموسيقي السنوي لمعهد دار الأوركسترا الذي أقيم أول أمس في اللاذقية جمهورا واسعا تفاعل على نحو لافت مع مختلف فقراته الفنية و التي تضمنت فعاليات غنائية و موسيقية على مختلف آلالات النفخية والوترية والايقاعية حيث شكلت الأنشطة التي قدمها شباب يافع ثمرة عام كامل من التدريبات بهدف تمكين الطلاب وتعزيز قدراتهم بالوقوف على المسرح وتقوية ثقتهم بأنفسهم وبمواهبهم.

وقد تضمن الحفل معزوفة موسيقية غربية قام بتأديتها طلاب الدار تحت عنوان أريا للمؤلف الموسيقي هاندل ومعزوفة أخرى تحت عنوان بوتيت ديو للمؤلف الموسيقي بليل وفقرات عزف فردي على البيانو و الغيتارات ومعزوفة زوربا على آلة البيانو كما قدمت معزوفة أشواق للموسيقار رياض السنباطي وأي دمعة حزن لا للموسيقار بليغ حمدي وبيكولا ميوزيك للموسيقار موزارت وشاركت في الحفل فرقة عرزال للرقص التعبيري بفقرة الرقص الغربي على إيقاع مقطوعة زوربا للمؤلف ميكيس كيودوركيس وشاركت الطالبة رند سليمان بمعزوفة على آلة البيانو إضافة إلى فقرة الأطفال الصغار التي تضمنت معزوفات متنوعة على آلة البيانو.

كذلك تضمن الحفل فقرة رباعية للغيتارات تألفت من ثلاث مقطوعات موسيقية تحت عناوين رامبا الدانس مور اليجاتو مونتس أداها الطلاب سيدرا الحموي جوا نصور حيدرة إبراهيم عمار جمول حيث تميزت بالتنسيق العالي بين العازفين والتوزيع بشكل رباعي والضبط المحكم بالإضافة إلى الروح الجماعية التي وسمت أداء الطلاب مع العلم أن آلة الغيتار آلة فردية وبالرغم من هذا فقد تميز الطلاب بهذه الفقرة.

وذكر مدير المعهد نزار خيربك أن المعهد ينظم حفلا سنويا لطلابه وهذا الحفل هو الخامس حيث يقدم حصيلة تدريب الطلاب السنوية ونتاج عملهم وممارستهم لهواياتهم على مختلف آلالات الموسيقية ويهدف إلى تدريب الطلاب وتعزيز قدراتهم وإمكانياتهم ووضعهم على بداية الطريق الصحيح لما للموسيقا من أهمية في حياة الشباب.

وأوضح أن المعهد قدم هذا العام بإدارة جديدة وهي فقرة دمج الموسيقا الغربية مع الرقص التعبيري الذي أدته فرقة عرزال للفنون المسرحية حيث أدت الفرقة رقصة زوربا على موسيقا زوربا محاولين تقديم المعزوفة والرقصة بالجزء المبسط لأنها الأكثر شيوعا وتداولا في المجتمع المحلي.

وأضاف مدير المعهد “إن الغاية هي دمج الموسيقا بحياة الشباب وجعلها ملاصقة لهم والاستفادة من انعكاساتها الداخلية وتأثيرها عليهم إيجابيا في حياتهم العملية” مؤكدا أن تقدم أي مجتمع وازدهاره عبر التاريخ كان يبدو جليا وواضحا من خلال أنواع الفنون والموسيقا المنتشرة فيه.

بدورها بينت لطيفة قاسم من المشرفات على الحفل أن الموسيقا تعمل على تفريغ طاقات الشباب بأشياء ملموسة ومحسوسة واستثمارها ضمن إطارها الصحيح وتوجيهها كما أنها تخفف من الضغوط النفسية التي يتعرضون لها مشيرة إلى دور الأهل في تنمية مواهب أبنائهم الفنية وأعطائهم الفرصة للإبداع فيها.

وأضافت.. إن الموسيقا تلعب دورا مهما في حياة الشباب في مرحلة المراهقة من ناحية التنشئة الوجدانية والمعرفية وتهذيب السلوك والأفكار ووضع قدوة جيدة أمامهم وإعطائهم طاقة إيجابية وثقة من خلال تمتعهم بروح العمل الجماعي معتبرة أن “الشاب المتميز والناجح موسيقيا أو فنيا يكون متميزا دراسيا واجتماعيا فالنجاح لا يتجزأ والقادر على استثمار موهبته هو ناجح في جميع المجالات لأنه يكون أكثر معرفة وشمولية وقدرة على اختيار الأصح والأنسب” .

وبينت أن الحضور أبدى تفاعلا كبيرا رغم الأزمة في سورية فكان هناك الكثير من التشجيع للطلاب بالاضافة إلى الإنصات و الاستماع و الانسجام بين الجمهور والعازفين.

يذكر أن معهد دار الاوركسترا يهتم بتعليم الطلاب فنون الموسيقا والرسم لمختلف الشرائح العمرية من شباب وأطفال وكبار بالسن على آلات البيانو والغيتار والكمان والعود وفنون الرسم وتأسست الدار عام 1998 وتضم كادرا تدريسيا أكاديميا مختصا.

بشرى سليمان