دمشق-سانا
الفنان التشكيلي السوري وجه من وجوه سورية الفكرية والثقافية وهو في معرض دمشق الدولي يعرض لوحاته التي تنبض بالحب والفكر والتاريخ ليقول للعالم هذه سورية وهؤلاء هم حملة شعلة الفكر الذين قدموا للعالم أبجديته الأولى.
الفنان محمد دبور المهندس المعماري المتخصص بالأحياء القديمة أوضح لسانا أن من ينظر إلى لوحاته للبيوت الدمشقية يظن أنها متشابهة لكن الحقيقة أن لكل بيت خصوصية وميزات مختلفة عن الآخر من حيث الحقبة التاريخية التي ينتمي إليها وأسلوب البناء مبينا أن ما يميز العمار الدمشقي هو الألفة والحنية والمحبة فالبيوت قريبة من بعضها كقلوب الناس وهذا القرب يعطي الألفة والطمأنينة فالناس في الحي الدمشقي أسرة واحدة.
البيوت كانت تبنى من اللبن والاخشاب وتعيش مئات السنين متماسكة وهي باردة في الصيف ودافئة في الشتاء فسماكة الحائط 60 سم للأسر المتواضعة وتتراوح سماكته بين المتر والمتر وربع للأسر الغنية وهذه السماكة تسبب العزل للحرارة والبرودة مشيرا إلى أن ما يميزها أيضا أن نوافذها للداخل حيث الفناء والبحرة واشجار النارنج والكباد.
وأشار الفنان دبور إلى أنه جسم قلعة الحصن وسواها من الأوابد الأثرية لأنها تحكي قصة الإنسان السوري الذي لم يجد لعلاقته بالفكر والفن والبناء مثيلا في غير دول.
وقال دبور “نحن مستمرون بالبناء والفن والفكر رغم كل ما خربه الإرهاب وسورية دائما منتصرة بفنها وحضارتها ورقيها وهي تسمو على كل قيم التدمير والتكفير والإرهاب وستعود أجمل مما كانت”.
الفنانة ديكارا الظاهر التي ترسم بالزيت على القماش اللوحات التجريدية وتتناول التراث ومواضيع الحياة والواقع الذي نعيشه أوضحت لسانا أن لوحتها التحدي وهي وجه لامرأة بنظرات ثاقبة واختارت لها الألوان النارية كالأحمر والأخرى الرمادية التي يعتريها الحزن إضافة إلى ألوان تعبر عن الأمل لأن الإنسان مزيج من كل تلك العناصر وهي تواجه الحياة بابتسامة رغم الصعوبات وتتجاوز جميع العقبات إضافة إلى أن ضربات الريشة التي جاءت كالسيوف تعبيرا عن القوة والمواجهة والأصالة العربية.
كما تأتي الأوابد الأثرية في لوحات الظاهر كقلعة جعبر في مدينة الطبقة إضافة إلى الأزياء الخاصة بمنطقة البادية كزي العروس والبيئة الفراتية الريفية والبيئة الشعبية الشامية بهدف تعريف الإنسان بحياة السوريين وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم من خلال اللوحة التشكيلية.
أما الفنانة نور البيطار فترسم لوحات انطباعية بالإكرليك أو الرصاص مستخدمة في بعضها تقنية الكولاج.
وبينت البيطار أن الحارات الدمشقية موضوع لوحاتها الأبرز والتي تمثل جزءا من تاريخنا وحياتنا وهناك ضرورة لتوثيقها بالرسم والألوان إضافة إلى توثيق العادات والتقاليد كالرقص المولوي.
بلال أحمد